مع ازدياد الكثافة السكانية وارتفاع مستوى المعيشة وازدياد استهلاك المواد المصنعة وخاصة الغذائية والزراعية والاتجاه نحو الاستثمار في الصناعات عبر إقامة المعامل والمنشآت الصناعية ازدادت كميات النفايات الصلبة الخطرة وغير الخطرة المنزلية منها أو الصناعية ومع غياب وعي المواطنين بطرق التخلص منها وتخلص الجهات المعنية منها بطرق بدائية أصبحت هذه النفايات تشكل مصدر لتلوث البيئة.
و انطلاقا من إدراك خطورة هذه النفايات وخاصة الصلبة وفي إطار الاهتمام بمعالجة هذه النفايات عملت وزارة الإدارة المحلية والبيئة على وضع إستراتيجية لإدارتها لم تكن موجودة من قبل وهناك الآن توجه فعلي لإدارة النفايات الصلبة وتحسين إدارتها وتبني مبادئ الخطة العامة الوطنية للنفايات الصلبة وإعداد الدراسات والتصاميم لإنشاء معمل معالجة لهذه النفايات وقد طلبت وزارة الادارة المحلية والبيئة من السلطات المحلية إيلاء هذه المسألة الخطرة جل الاهتمام فقد تم التعاقد عام 2005 مع شركة «تريفالور» الفرنسية لوضع إستراتيجية لإدارة النفايات الصلبة وهي عبارة عن دراسة لاستراتيجية إدارة النفايات خلال عشر سنوات ومعالجتها في جميع المحافظات حيث أعلن عن المشروع في حمص وطرطوس و دمشق وفي باقي المناطق للتخلص من النفايات الصلبة بشكل سليم يراعي شروط الحفاظ على البيئة وصحة الإنسان معاً وتم تقريباً في عشر محافظات الإعلان عن دراسات تفصيلية لمخطط توجيهي لإدارة النفايات فحوالي 80% من المحافظات قامت بالإعلان عن مخطط توجيهي لإدارة النفايات الصلب وهذا المشروع ينفذ بتمويل من الحكومة في الخطة الخمسية العاشرة وأيضا يتم العمل على إعداد المطامر الصحية للنفايات الصلبة في الأماكن المناسبة بعيدا عن التجمعات السكنية وعن المياه الجوفية فتسرب الرشاحة الناتجة عن النفايات يسبب ضرراً للمياه بالإضافة إلى أن الأرض التي يوجد فيها مطمر لا يمكن استخدامها لأي غرض زراعي للبناء. كما تم التعاقد مع شركة سورية- مصرية لإجراء دراسة لإنشاء معمل لمعالجة ما يقارب (1000 طن) من النفايات وقد انجزت الدراسة وتدقيقها وسيكون في هذا المعمل قسم للنفايات المعالجة أي «معالجة النفايات العضوية» وهذا يؤثر على نوعية السماد أي سيكون ذا جودة أكثر من قبل. كما سيتم حفر مطمر صحي نظامي جديد لطمر النفايات في منطقة نجها. وحول كيفية التعامل مع النفايات الطبية فتتم حاليا معالجتها ضمن محرقة للنفايات الطبية تراعي الشروط الواجبة بحيث تصل درجة الحرارة إلى 1200 درجة.اما بالنسبة لمياه الصرف الصناعي والتي تتضمن حمولات عالية من المواد الكيميائية العضوية واللاعضوية احد ملوثات البيئة تؤكد الجهات المعنية ضرورة معالجتها وعدم تصريفها بصورة عشوائي إلى التربة فهناك النفايات البلدية الناتجة عن نشاطات الإنسان والنفايات الطبية الناتجة عن مخلفات المشافي والأدوية والنفايات المنزلية أو القمامة اليومية الناتجة عن نشاطات الإنسان وهي أغلبها مواد عضوية يتم نقلها من مراكز تجمعها وتتم معالجتها بالطمر الصحي. والنفايات الصناعية السامة التي تنتج عن مخلفات المصانع والمعامل وهي ذات خطر كبير لاحتوائها على مواد كيميائية سامة، وهناك معالجة خاصة لكل صنف من النفايات. و بعض النفايات الصلبة التي لا تتحلل بالتربة تسبب مضار كثيرة مثل «البلاستيك» وهي من أكثر المشكلات البيئية وأفضل طريقة للمعالجة هي سحب البلاستيك من النفايات أي فرزه وإعادة معالجته وغالبا المخلفات القانونية يتم طمرها من قبل جهات مختصة وهناك نفايات غير قانونية تجمع من الحاويات وخاصة البلاستيكية وتباع الى المعامل ليعاد تصنيعها على شكل اواني بلاستيكية تستخدم في منازلنا . جدير بالذكر أن وزارة الإدارة المحلية والبيئة ووضمن الاستراتيجية وخطة العمل البيئية في سوريةالتي وضعت بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي اعتبرت موضوع النفايات الصلبةبانواعها كافة من ضمن المشاكل ذات الاولوية ويجب الاهتمام بها بهدف تحسين ادارتها عبر وضع السياسات المناسبة و اتخاذ الاجراءات الموسساتية كاعداد الخطط لادارتها واعداد اشتراطات لمعامل ومطامر معالجة النفايات وكذلك عبر تطبيق مجموعة من الاجراءات الاستثمارية كتطوير مكبات النفايات الحالية اقامة محطات رائدة لفرز النفايات وضع برنامج مرحلي للاستثمار وصولا لتحويلها الى سماد القيام بدراسة استراتيجية لانشاء محارق مركزية للنفايات الخطرة والطبية اضافة للاهتمام بموضوع التدريب والتأهيل للعاملين في مجال إدارة و معالجة النفايات.