أكد المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء خلال افتتاحه أعمال ندوة تدمر رؤية للحفاظ والتنمية التي تقيمها الجمعية السورية البريطانية بالتعاون مع برنامج تحديث الإدارة البلدية أن فرادة تدمر هي التي دعتنا للحضور إلى هذا المكان لاستعراض التصورات والرؤى المتنوعة لبلورة رؤية مشتركة لتنمية هذه المنطقة وتلبية احتياجاتها والحفاظ على قيمتها التاريخية والحضارية التي ساهمت التغيرات المناخية وقلة الوعي والتعديات على المناطق الأثرية والتنوع الحيوي في انحسار مجدها .
و تمنى المهندس عطري أن يتم الخروج من هذا الملتقى بنتائج جيدة وبتحديد مفهوم واضح للعلاقة بين التراث والمعاصرة من خلال النقاش الموضوعي وتابع المهندس عطري كلمته بالحديث عن دور الحكومة بمختلف جهاتها وجهودها للحفاظ على تدمر خاصة انها تعتبر موقعاً وإرثاً عالمياً ومدرجة في قائمة اليونيسكو لمواقع الارث االعالمي..واكد على ضرورة تنسيق الجهود بين مختلف الجهات عبر التخطيط الإقليمي الاستراتيجي للمنطقة لتتوازن الاهتمامات والمتطلبات المكانية للقطاعات المختلفة مع الالتزام الدقيق بحماية الأوابد الأثرية والتنوع الطبيعي وتحقيق النمو وحماية الموارد البيئية لجعل تدمر مقصداً سياحياً قائما بذاته على خريطة السياحة العالمية كما اكد أهمية انسجام منطلقات التخطيط الاستراتيجي الاقليمي لتدمر مع توجهات التخطيط المماثل للمنطقة الشرقية التي تتشابه معها بجوانب عديدة وتعتبر العمق الاستراتيجي وصلة الوصل مع محيطها الداخلي ومع الدول المجاورة وامل أن يعقد في تدمر مؤتمر للاستثمار للحفاظ على أوابدها التاريخية بما فيها واحة النخيل والمناظر الخلابة للجبال والسبخة الملحية والينابيع الكبريتية واشار خلال كلمته لأهم توصيات مؤتمرالعمران الذي عقد في نيسان الماضي والذي دعا الى توخي الحذر عند التدخل في المدن ذات الطابع الاثري ووضع ضوابط بالتعاون بين الوزارات والمجتمع المحلي لتحقيق تنمية محلية عمرانية ونوه رئيس مجلس الوزراء بالتعاون المثمر القائم مع الجمعية البريطانية السورية ومبادراته المستمرة في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على التراث ومنها ندوة مستقبل مدينة دمشق2020 وآمل لهذا التعاون الدوام والنجاح وكما نوه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومبادراته التنموية في سورية وخصوصاً مايرتبط منها بالتنمية المحلية وبرامج الإصلاح الاقتصادي والترويج السياحي وحماية التراث وتحديث الإدارة البلدية.
الدكتور فواز الأخرس رئيس الجمعية البريطانية السورية أشار في بداية كلمته إلى أن هذه الندوة هي الثانية من نوعها تقوم الجمعية بتنظيمها بالتعاون مع برنامج تحديث الإدارة البلدية بهدف بحث مواضيع مفصلية بشكل عام . الندوة الأولى عقدت العام الماضي حول دمشق ومستقبلها واليوم نلتقي لمناقشة رؤية للحفاظ والتنمية في تدمر فالهدف الأساسي من لقاءنا هو تحديد ما هو الأفضل لسورية وموضوعنا اليوم هام ومعقد لما يتضمن من نتائج لها الاثر على ملامح المنطقة وأهميتها التاريخية والعالمية فتدمر لها تاريخ عميق فهي شهدت حضارات وتراث وكان لها دور في رسم هوية البلد كما أنها جزء من الإرث العالمي ولها خاصية عريقة جعلتها تتبوأ مكانها على قائمة التراث العالمي منذ 1980 وهذا يفرض مسؤوليات للحفاظ عليها وهنا أكد الأخرس أن مشاريع التنمية العمرانية والتخطيط التوسعي لابد أن يعود بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية على السكان المقيمين وينعكس ايجابيا بالنهاية على تحصين التراث دون الانتقاص من أهميته فلا يجب أن تكون مشاريعنا على حساب الاثر بما يهدد مكانته العالمية فيجب على من يقوم بالتخطيط الإقليمي لتدمر ومن يقدم رؤية مستقبلية لها مراعاة الناحية التاريخية ومراعاة السكان القاطنين وعاداتهم وتراثهم وخاصة العمارة و الابتعاد عن محيط المدينة وآثارها وواحاتها أثناء التخطيط العمراني ولفت الدكتور الأخرس إلى إمكانية الاستفادة من التجارب العربية وخاصة التجربة المغربية في أغادير وفاس حيث يلاحظ نمط العمارة والألوان ذات الطابع الخاص التي تسمح بالاندماج ببيئتها المحلية ويمكن الاستعانة بالخبراء والاستفادة من خبرتهم المحلية والعالمية و تمنى في ختام حديثه أن تتيح الندوة نقاش فعال وبناء للوصول للأفضل.
السيد فاسيليس بونتو سوغلو سفير المفوضية الأوروبية في سورية أشار في بداية حديثه للتعاون القائم بين الاتحاد ووزارة الإدارة المحلية والبيئة عبر مشروع تحديث الإدارة البلدية الذي يقدم من خلاله الخبرات لسورية وخاصة في مجال الترويج للتنمية المحلية واللامركزية على مستوى سورية وقد نجح البرنامج في تنفيذ مجموعة من الخطط في مجال التنمية المحلية والتخطيط العمراني واشار الى ان البرنامج يساعد البرنامج في مدينة دمشق القديمة في إعداد خطة متكاملة للحفاظ على الإرث والتطوير وأشار إلى انه تم إضافة تدمر بناء على طلب سورية إلى المدن الرائدة والأصلية في البرنامج نظرا لأهميتها كمدينة تاريخية عالمية من اجل التنمية المحلية في نيسان عام 2007 حيث سيقوم البرنامج بإنتاج أدوات التطوير العمراني للاستفادة من فرص التطوير الاقتصادية والاجتماعية التي تقدمها تدمر بما تملكه من سمات فريدة مع حماية اكبر قدر ممكن من التوازن الدقيق لموقع الإرث العالمي بفعالية واستدامة خاصة أن هذه المنطقة تملك سمات خاصة فهي محاطة بصحراء وتلال وهي أيضا موقع اثري ومدينة حديثة ويوجد فيها ضغط استثماري كبير ويحتاج إلى الإرشاد صحيح للوصول إلى التحقيق الكامل لإمكانات وفرص التطوير الاجتماعي والاقتصادي وقد تابعت الورشة أعمالها بعقد ثلاث جلسات تم في الأولى تقديم رؤية حول تنمية تدمر كوجهة للسياحة شارك فيها ممثلين من وزارة السياحة ومحافظة حمص ومجموعة من وكلاء السفر الأجانب وفي الجلسة الثانية تم عرض رؤية لكيفية الحفاظ على التراث الإنساني والبيئي في تدمر قدمها ممثلون عن وزارات الإدارة المحلية والبيئة والثقافة وجامعة البعث ومنظمة اليونسكو في حين خصصت الجلسة الثالثة لعرض خطط التطوير لمدينة تدمر – مشروع الديار القطرية و ERGA والمخطط الاستراتيجي للتنمية في تدمر MAM واختتمت الندوة أعمالها بنقاش مفتوح حول النقاط التي طرحت .