بهدف الإطلاع والإستفادة من التجربة اليونانية في مجال التنمية والتطوير السياحي
برنامج تحديث الإدارة البلدية ينظم جولة علمية لممثلي الجهات ذات العلاقة بمشروع تدمر الى اليونان
في اطار تطبيق خطة العمل المقررة لمشروع تدمر ضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية الذي تنفذه وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي ومتابعة لنتائج ورشة عمل (تدمر رؤية للحفاظ والتنمية ) التي أقامتها الجمعية السورية البريطانية بالتعاون مع برنامج تحديث الإدارة البلدية منتصف آذار هذا العام.
وتم التأكيد فيها على أهمية الحفاظ وحماية الارث الحضاري من جهة وأهمية التطوير والتنمية المستدامة من جهة اخرى فالحفاظ على الإرث الثقافي يجب ان لا يلغي التنمية والتطوير وفي الوقت نفسه هذا التطوير والتنمية يجب أن لا تكون على حساب التراث والهوية وبهدف الاستفادة من التجربة والخبرة اليونانية في مجال الحفاظ على التراث والاطلاع على تجربتهم في مجال التنمية والتطوير السياحي خاصة انها تعتبر من الدول المتقدمة في مجال السياحة إضافة لدراسة إمكانية وضع أسس لاقامة إتفاقية توءمة بين مدينتي تدمر السورية وديلفي اليونانية بإعتبارهما يملكان خصائص متشابهة ولتكون بداية لبدء علاقات تبادل للخبرات والتجارب من خلال التواصل الدائم والزيارات المتبادلة ووضع برنامج تدريب وتأهيل للعاملين في مجال الحفاظ والتنمية في تدمر تم تنظيم جولة علمية إطلاعية الى اليونان.
محطات عديدة كانت في برنامج الجولة التي استمرت عشرة أيام (24 /3 – 4/4 / 2008 / المحطة الأولى كانت زيارة موسعة لمدينة أثينا حيث تم التعرف على أهم المواقع الأثرية ( جبل الأكروبوليس، المدينة القديمة في أثينا، الساحة الإغريقية القديمة وقد استمع الوفد من السيد اليكساندروس مانتيس مدير مسؤول عن إدارة المواقع الأثرية إلى شرح حول كيفية إدارة هذه المواقع الأثرية كما قدم لهم عرض لاهم مشاريع الترميم ومشاريع التأهيل وكيفية ربط المواقع الأثرية ضمن مدينة أثينا بشبكة من ممرات المشاة وإبعاد حركة السيارات عن المواقع الأثرية ومركز المدينة كما زار الوفد متحف الاكربوليس الحديث وهو قيد الإنشاء والذي مايزال الجدل قائم بين مؤيد ومعارض لهذا المشروع كونه يقع ضمن أهم موقع أثري باليونان كما تمت زيارة المتحف الأثري في أثينا وجرت مناقشات حول أساليب العرض وإدارة حركة الزوار الكثيفة. وخلال زيارة مدينة أثينا التقى أعضاء الوفد السيد نيكوس اغريانتونيس ممثل المجلس الأعلى للمعالم والمواقع الأثرية في أثينا حيث دار حوار حول مبادئ الحفاظ على المواقع الاثرية وأسس تحديد مناطق الحماية وقوانينها كما استمعوا لرؤية المجلس الأعلى للمعالم والمواقع الأثرية بخصوص التنمية وتحفظاتها حول التطوير السياحي من حيث التركيز على نوعية السياح ومستواهم وليس التركيز على زيادة العدد فقط وواختتم الوفد زيارته لأثينا بعقد لقاء مع مدير مؤسسة السياحة والتطوير الاقتصادي في أثينا ومديرة العلاقات الخارجية في المؤسسة حيث استمعوا منهما لعرض حول تجربة المؤسسة في مضاعفة عدد الزوار الذي وصل الى 18,5 مليون زائر عام 2007 بعد أن كان لايتجاوز 5 ملايين في الثمانينات خاصة مع تنظيم الألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004 حيث بذلت جهود كبيرة خاصة مايتعلق بالبنية التحتية وتطويرها .المحطة الثانية كانت مدينة ديلفي حيث التقى أعضاء الوفد مع محافظ مدينة ديلفي السيد باناغيوتيس كالتسيس الذي أكد خلال اللقاء أهمية أخذ المبادرة في موضوع تنظيم السياحة و عدم ترك الموضوع في أيدي وكالات السياحة العالمية التي لا يهمها سوى جني الأرباح. موضوعات عديدة نوقشت مع محافظ ديلفي منها بحث إمكانية توقيع اتفاقية توءمة بين ديلفي و تدمر، ومناقشة بعض الأفكار حول مساهمة بلدية ديلفي في مشاريع على أرض الواقع في تدمر للمساعدة في تحويلها إلى وجهة عالمية تستقطب الزوار من كل العالم بدلاً عن كونها نقطة جذب لبعض الزوار ضمن برامجهم السياحية. المحطة الثالثة كانت مدينة أمفيسا حيث توقف الوفد في المدينة في زيارة سريعة زاروا خلالها المتحف المجدد حديثا وقلعتها الأثرية وبحثوا مع رئيس مجلس المدينة السيد أسيماكيس اسيماكبولوس الذي أعرب عن رغبته بمناقشة إمكانية تحقيق توءمة بين مدينة تدمر وأمفيسا كماعرض السيد اسيماكبولوس للمشاكل التي تواجه المدينة في حصولها على الدعم والاهتمام المطلوب بسبب قربها من مدينة ديلفي وهي مركز الاهتمام .المحطة الاخيرة في جولة الوفد العلمية كانت مدينة نافبليون الأثرية حيث التقوا مع محافظ المدينة واطلعوا على المخطط التوجيهي للمدينة ودار حوار على المخطط حول المناطق الأثرية ومناطق الحماية ومناطق التنمية والتطوير السياحي كما تمت مناقشة المشاريع والإجراءات التي تقوم بها البلدية في الجزء الحديث من المدينة ليتجانس مع المدينة القديمة في نافبليون. الكثير من الملاحظات تم تسجيلها خلال الجولة التي شملت ايضا زيارة أهم المواقع الأثرية من قلاع وأديرة وكنائس قريبة من أثينا والتي تعود للفترة البيزنطية والهلنستية وتركزت هذه الملاحظات حول البنية التحتية وتسهيل حركة الزوار ووضع مقارنات موضوعية مع ماهو قائم وموجود في تدمر .نتائج عديدة افرزتها هذه الجولة التي ضمت ممثلين عن معظم الجهات الرسمية التي لها علاقة مباشرة بمشروع تدمر ومن ابرز هذه النتائج موافقة الطرفين (رئيس مدينة ديلفي اليونانية و رئيس مدينة تدمر) على البدء بوضع الخطوط الرئيسية لإتفاقية توءمة بين المدينتين الأثريتين ، والبدء بوضع اقتراحات لمشاريع محددة تقوم بها بلدية ديلفي في تدمر على ان يتم الإتفاق لاحقا على شكل و ألية التنفيذ ، اقتراح وضع برامج لتدريب و تأهيل الكوادر العاملة في مدينة تدمر ضمن معاهد التدريب المهني الموجودة في أثينا ، دلفي ، كالاكسيدي و نافبليون (في مجال الترميم أو في المجال الفندقي السياحي).وقد ساهمت الجولة بفتح قنوات اتصال دائم مع المسوؤلين و الفنيين وجميع الجهات الرسمية التي تمت زيارتهم ، بهدف تبادل الخبرات و التشاور حول الأمور ذات الإهتمام المشترك ، للإستفادة من خبراتهم في الوصول الى صيغة متوازنة في أسس الحفاظ على التراث الأثري و التنمية و التطوير السياحي. الاستفادة من تجارب كل من محافظ ديلفي ونافبليون وأمفيسا وممثل المجلس الدولي الأعلى للمعالم والمواقع الأثرية والتي تم الاطلاع عليها خلال الجولة خاصة ان الوفد لمس تجاوب منهم واستعداد للحضور في حال وجهت الدعوة لهم للمشاركة في ورشة العمل المقرر عقدها حول تدمر او المشاركة بافتتاح قصر الامير عبد القادر الجزائري.