أكدت الدكتورة بيراندا ايكويرزل عالمة البيئة في البرنامج القومي للمناخ في اتحاد العلماء المهتمين أن البشرية تعيش الآن فترة امتحان عسير تتعرض له لأول مرة منذ نشوء الخلق فهذه المرة الأولى في التاريخ التي تتسبب فيها النشاطات البشرية في تغييرات جوهرية في منظومة السلامة للكرة الأرضية سواء ما طال منها طبقة الأوزون والغلاف الجوي .... أو النشاطات التي كان لها تأثير سلبي على التنوع الحيوي الذي يشكل عنصرا هاما للاستقرار البيئي.
وأضافت خلال المحاضرة التي قدمتها مؤخرا بدمشق حول قضايا البيئة والكرة الأرضية أن الشركات الصناعية الكبرى وهي تسعى لتحقيق الربح تخوض منافسات قوية على حساب البيئة لذلك من الضروري إيجاد سياسات عالمية متناسقة تجعل من الاستثمار لصالح البيئة استثمار ذكي ورابح ورأت انه لايمكن إيقاف نشاط هذه الشركات الملوثة للبيئة ولكن يمكن خلق مجموعة من الحوافز والدوافع لتقوم هذه الشركات بتعديل أساليب عملها لتكون صديقة للبيئة عبر خطوات متتالية تبدأ الخطوة الأولى بإقناع الجميع بخطورة الاستهتار بالبيئة ثم تأتي الخطوة الثانية وهي العمل بشكل موحد وجماعي لإنقاذ البيئة مع تجنب الشعارات البيئية لتحقيق المكاسب الاقتصادية للبعض على حساب البعض الآخر وشددت في ختام محاضرتها على أن الخطر البيئي لا يعالج بشكل محلي أو إقليمي بل لابد من المعالجة على المستوى العالمي وفق برامج وهيكليات تتصف بالموثوقية والإمكانية في جو من التعاون والتفاهم والجدية. جدير بالذكران الدكتورة بيراندا ايكويرزل تخصصت في علم نظائر الكيمياء الأرضية الأمر الذي أتاح لها إجراء عدة دراسات للتباين المناخي في مناطق متباينة في العالم كالقطب المتجمد الشمالي والصحراء في جنوب غرب أمريكا إضافة لإجراء دراسات حول عمر المياه الجوفية باستخدام النظائر وحول الهيدرولوجيا القديمة والحت والترسب البحري. كما أعدت دراسة حول تقفي اثر المحيط المتجمد الشمالي و هي عالمة بيئية وتعمل ضمن البرنامج القومي للمناخ في اتحاد العلماء المهتمين وتترأس الجهود التعليمية في الاتحاد وقد نالت شهادة الدكتوراه في عملها بمـرصـد لامونت _دويتري في جامعة كولومبيا وقد أجرت عدة أبحاث بعد نيلها الدكتوراه في مختبر لورانس ليفرمورالوطني في كاليفورنيا. وخلال زيارتها لسورية قدمت محاضرة يوم 21 /4في المركز الثقافي الأمريكي سلطت الضوء فيها على مجموعة من القضايا البيئية والأخطار التي تواجه عالمنا على صعيد التبدلات المناخية والجيولوجية والهواء والمناخ.