انجاز عمليات ترميم وتأهيل القصر ليكون مركزا إقليميا للتنمية المحلية المستدامة
أكد المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء خلال افتتاحه المركز الإقليمي للتنمية المحلية المستدامة /قصر الأمير عبد القادر الجزائري/ أن ترميم هذا الصرح بما يحمله من دلالة رمزية ومكانة تاريخية يشكل خطوة تعبر عن تكريم هذه الشخصية الفذة وإحياء ذكراها من خلال جهد جماعي يجسد الرؤية المشتركة والتعاون البناء بين الجهات الحكومية ممثلة بوزارة الإدارة المحلية والبيئة ومفوضية الاتحاد الأوروبي.
وأضاف موضحا أن تنفيذ هذا المشروع يأتي في إطار الاهتمام بحماية وإحياء تراث المدن القديمة التي تقوم بها الحكومة من خلال خطط وتوجهات العمل الهادفة إلى اعتماد تخطيط إقليمي عمراني ومستدام يؤمن الحفاظ على الحضارة والتراث ويتلاءم مع الاحتياجات المستقبلية للتنمية و يرتكز على مبادئ الحوار والنقاش بهدف بلورة رؤية مشتركة تستفيد من الخبرات والتجارب الهندسية والتخطيطية ولفت المهندس العطري إلى الدور الهام الذي سيلعبه المركز وخاصة في مجال تبادل الخبرات والتأهيل وصياغة استراتيجيات التنمية الحضرية واللامركزية وتأمين الروابط الوثيقة والتعاون مع اتحادات المدن العربية والأوربية وتوثيق الارتباط مع المؤسسات والمنظمات التنموية الدولية ...وختم العطري كلمته بتأكيد دعم الحكومة لانجاز المرحلة الثانية من برنامج تحديث الإدارة البلدية 2009 – 2011 .
من جانبه تحدث السيد فاسيليس بونتو سوغلو سفير المفوضية الأوروبية في سورية عن أهمية اختيار قصر الأمير الجزائري ومساهمة برنامج تحديث الإدارة البلدية بترميمه ليكون مركز إقليمي للمدن في المنطقة الأوروبية المتوسطية والمرصد الوطني العمراني .وأضاف إن اختياره إشارة مهمة للجميع لضرورة الحفاظ على ارثهم وموجوداتهم الثقافية والاستفادة منها في مشروعات تنموية. وبعد الاحتفال بانجاز ترميم القصر قام المهندس عطري والسادة وزراء الإدارة المحلية والبيئة والثقافة والسياحة والإعلام ونائب وزير الخارجية ومحافظو دمشق وريف دمشق وإدلب والامين العام لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية للعام 2008 وممثلي الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية والإعلامية بجولة في القصر وأقسامه المتعددة واطلعوا على محتوياته التي غلب عليها الطراز الشرقي الذي تناغم مع روح المكان وطبيعته التاريخية. يذكر أن وزارة الإدارة المحلية والبيئة وفي إطار برنامج تحديث الإدارة البلدية MAM الذي ينفذ بالتعاون مع المفوضية الأوروبية بميزانية تبلغ 20.5 مليون يورو استكملت ترميم قصر الأمير عبد القادر الجزائري وإعادة تأهيله ليكون مركزا إقليميا للتنمية المحلية المستدامة بعد ثلاثة سنوات من العمل حيث تم انجاز المرحلة الأولى والتي خصص لها موازنة تجاوزت 1.4�مليون يورو و تضمنت ترميم القصر المتميز بعمارته الفريدة عن الأنماط السائدة في دمشق والمتميز باتساعه فتبلغ مساحته الطابقية نحو 1000 م2 وتحيط به ارض وحدائق بمساحة 10 ألاف م2 إضافة لتنفيذ أعمال الموقع العام المحيطة ويهدف المركز الإقليمي للتنمية إلى تدريب وتأهيل القدرات المؤسساتية المتعلقة بالإدارة المحلية وتنظيم برامج تدريبية في مجال التنمية المحلية في المدن الأوروبية ورعاية ماجستير مشترك مع الجامعات الأوروبية في مجال التخطيط الإقليمي والعمراني إضافة لمساعدة سلطات الإدارة المحلية في تطوير برامج اجتماعية للمساعدة في مكافحة الفقر وتأسيس المركز الحضري الوطني وتأمين التمويل والتوعية للسلطات المحلية بتأمين حضور المؤتمرات والاجتماعات الدولية حول الإدارة المحلية والقضايا المتعلقة بها ولصياغة استراتيجيات التمدن في المنطقة وللمساعدة في اقتراح السياسات الخاصة بالإدارة المحلية واللامركزية ومساعدة سلطات الإدارة المحلية على تطوير برامج لجذب وخلق الدعم للاستثمارات الصغيرة في مجال مشروعات البنى التحتية للبيئة وبعد الافتتاح الرسمي للمركز ستتم المباشرة بتنفيذ المرحلة الثانية والتي سيتم خلالها العمل بقاعة المؤتمرات الملحقة بالمركز.
قالوا عن القصر والأمير الجزائري ....
المهندس هلال الأطرش وزير الإدارة المحلية والبيئة:
إن هذا القصر أصبح مركزا للتنمية المستدامة وهو مركز علمي بحثي تشترك به المدن العربية والإسلامية والصديقة من دول العالم كي تتبادل الخبرات وتعطي التدريب والتأهيل.
الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة:
كان الأمير في حياته نموذجا للشخصيات العربية التي تجمع سمات الموسوعة الشاملة فكان مناضلا إداريا ضخما وقائدا فذا وإداريا ناجحاً بالإضافة إلى كونه شاعرا وأديبا.
الدكتور سعد الله آغا القلعة وزير السياحة:
إن اهتمام الحكومة السورية بترميم وتأهيل القصر يأتي مع الاحتفال بالمرور 200 سنة على ولادة هذا المناضل و ليكون عنوان التعاون بين الشعوب العربية خاصة والأوروبية عامة فهو تاريخ متسلسل يعبر عن نفس المعاني ونفس الأفكار والطموحات التي عاشها الأمير في حياته.
الأميرة بديعة الحسني الجزائري حفيدة الأمير عبد القادر:
هذه الدار شيدها جدنا الأمير عبد القادر جعلها في حياته مركزا لعقد ندواته الفقهية ومكانا لقضاء فصل الصيف وفي دمشق كان له الكثير من الأعمال الفاضلة كتنمية الأبنية التاريخية وتأسيس المكتبة الظاهرية.
المهندس عرفان علي مدير المشروع:
الغاية من المشروع توعية مجالس المدن المحلية والسلطات المحلية لإحياء ماتمتلكه من تراث معماري.