أقام مجلس مدينة حلب بالتعاون مع المعهد الفرنسي للشرق الأدنى مؤتمر المدن السورية الكبرى في سيرورة العمران المعولمة الذي تناول على مدى ثلاثة أيام آفاق مراكز المدن والمركزية الجديدة حيث ناقش المشاركون آلية تطوير مراكز المدن السورية الكبرى والتحولات التي تمر بها بهدف إدراج هذه التطورات ضمن التيار الحالي الشامل للتطور العمراني كما أجاب المؤتمر من خلال دراسة مقارنه على العديد من القضايا المرتبطة بتطور المدن السورية إضافة لعرض تجربة مدينة حلب في مجال معالجة النفايات الصلبة ومشاكل إعادة التأهيل الخاصة بالأبنية التراثية الحلبية والوضع الراهن للنقل والمرور والتطور العمراني التخطيطي لمركز المدينة وإشكالات المخططات العمرانية في سورية والأحياء العشوائية في مدينتي حلب و اللاذقية وضواحيها العمرانية وتطور وازدواجية مركز مدينة حماة التجاري ومراكز المدن الرئيسية بين الماضي والمستقبل وأنماط تطور مركز مدينة دمشق والتحولات العمرانية لمدينة دير الزور ومشروع أحياء حلب القديمة كمحفز لعملية التنمية والمشكلات المرتبطة بإعادة التأهيل الخاصة بالأبنية التراثية الحلبية والتحولات والتحديات المرتبطة بالهوية العمرانية والتحديد العمراني لمدينة الرقة.
المهندس علي منصورة محافظ حلب وخلال افتتاحه فعاليات المؤتمر أكد أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في طرحه للقضايا الملحة بجدية وإيجاد الحلول المناسبة لها خلال الفترة القادمة ولاسيما أن هناك اهتمامات متشابهة بين مدينتي حلب وليون الفرنسية ضمن إطار التوءمة الذي يتيح آفاق تطور مستقبلية للاستفادة من خبرات مدينة ليون والمؤسسات البحثية والعلمية الموجودة خاصة أن مدينة حلب لها أهميتها التاريخية ومن الضروري الاستفادة من الإرث التاريخي مع مواكبة الأساليب المعمارية الحديثة وذلك من خلال احتواء النمو الديموغرافي وانتشار الأحياء العشوائية وما يرتبط بهما من تامين شبكة مياه الشرب والصرف الصحي ومعالجة النفايات الصلبة وإيجاد نظام مروري يستجيب لمتطلبات نمو المدينة وأوضح المحافظ أن طرح المشروعات الخاصة بتنمية المدينة على الصعيد الاقتصادي والعمراني والاجتماعي يتطلب إنجازها وجود تشاركيه بين المحافظة ومجلس المدينة وقطاعات المجتمع المحلي لقراءة المؤشرات الحقيقية للمشاكل الاجتماعية المرتبطة بمحو الأمية وتأمين فرص العمل وتمكين المرأة ووضع الحلول المناسبة لها وتأمين موارد مالية بالطرق المناسبة لتحقيق التنمية المستدامة للمدينة.
بدوره تحدث الدكتور معن الشبلي رئيس مجلس مدينة حلب موضحا أهداف المؤتمر التي تتمحور حول توضيح آلية تطور مراكز المدن السورية الكبرى وخاصة مدينة حلب و ضرورة الاعتماد على التنمية الحضرية المستدامة وأسس إدارة العمران والنمو العمراني التي لا تضر بالبيئة وتحافظ بنفس الوقت على هيكلية المدينة الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية.
من جانبه بين جان فرانسوا ارو نائب رئيس بلدية ليون الكبرى أن مدينتي حلب وليون تعملان ضمن اتفاقية التوءمة لدعم أواصر التعاون والتواصل بينهما مبيناً أن مواجهة المشكلات التي ترتبط بالإرث الثقافي القديم تشكل تحديا كبيرا في ظل تنامي خدمات النقل وتزايد معدلات التلوث البيئي والنفايات الصلبة التي تستدعي إقامة البحوث العلمية لحلها وأضاف إن الجهود المشتركة للمؤسسات البحثية المختصة في مدينتي حلب وليون ستساهم في إيجاد الحلول المناسبة والمشتركة للمشكلات العمرانية وأخيرا تحدث كل من السيد فرانسوا يورغا المدير الأعلى للمعهد الفرنسي للشرق الأدنى والسيد يتيري بواسير مسؤول المعهد الفرنسي للشرق الأدنى بحلب عن أهمية المؤتمر في خلق أفكار جديدة لتطوير مراكز المدن وفق طريقة عمرانية تراعي خصوصية المدن السورية الكبرى والمقاربة بينها وبين المدن المتوسطية إضافة إلى دورها في تبادل الخبرات لمراعاة مسألة التراث والتحول العمراني والمدني إضافة لأهميته في تعزيز وتعميق التعاون بين مدينتي حلب وليون .