أكد الدكتور المهندس تامر الحجة وزير الإدارة المحلية أن الحكومة أولت موضوع حماية الأطفال والشباب أهمية كبيرة من خلال خطط وبرامج ومشروعات حيوية في المرحلة السابقة والحالية والمستقبلية نفذت بالتعاون بين مختلف السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المحلي المشاركة في عملية التنمية والمؤسسات الدولية المختصة والجهات المانحة ودمج برامج الرعاية والتربية المبكرة في الإطار التنموي العام ووضع السياسات الملائمة لحاجات المجتمع
لافتاً إلى أن المؤتمر الحالي أفضل مؤشر تعاوني وتشاركي لطرح وحل قضايا الشباب والطفولة عبر عرض وطرح مشكلات الشباب والأطفال في المدن العربية داعياً المشاركين لعرض ما لديهم بشفافية ودقة ليصار إلى انتقاء الحل والتجربة الأفضل لتنفيذها على أرض الواقع وبيّن السيد الوزير خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر السنوي الأول حول حماية الأطفال والشباب والتنمية الإستراتيجية المستقبلية الذي ينظمه مجلس مدينة حلب بالتعاون مع المعهد العربي لإنماء المدن أن الحكومة تسعى في خطتها الخمسية القادمة وعبر وزارتي التربية والإدارة المحلية إلى تحسين المناهج لجميع المراحل الدراسية وإنهاء الدوام النصفي ببناء المدارس بتكلفة 61 مليار ل.س وتأمين كافة المستلزمات التعليمية لمواجهة التحديات المتنوعة المتمثلة بالبطالة والنمو السكاني الكبير والأمية ونوّه بسعي الوزارة إلى إنشاء /25/ منطقة حرفية صناعية استثمارية سيخصص جزء منها للشباب لتكون حاضنة لأفكارهم وداعماً لهم، إضافة لإنشاء /30/ ملعباً للأطفال واليافعين في المدن السورية، مستعرضاً جهود مؤسسات المجتمع الأهلي في إطار الاهتمام بقضايا الطفولة والشباب وتطرّق الدكتور الحجة إلى أبرز المشكلات التي تواجه المدن السورية كالنمو السكاني المرتفع والبطالة وغيرها مشدداً على ضرورة الاستمرار في التعاون بين الجهات الحكومية والأهلية ووضع السياسات الملائمة لحاجات شرائح المجتمع وبما يؤدي لمعالجة كل مشكلات وقضايا الشباب والأطفال وأشاد الدكتور الحجة بالتجربة التركية على مستوى الوحدات الإدارية في تقديم الكثير من الحلول الاجتماعية والثقافية والاقتصادية منوهاً بضرورة الاستفادة من تجربتها والسعي للانطلاق لتقديم أفكار نوعية جيدة تسهم في تحسين الاستثمارات والإيرادات من قبل الوحدات الإدارية لتخديم مختلف البرامج والأنشطة الداعمة لحماية الأطفال والشباب داعياً رجال الأعمال والقطاع الخاص للدخول في استثمارات اجتماعية تنموية تربوية إلى جانب الاقتصادية والتجارية الربحية.
من جانبه تحدث المهندس أحمد السلوم مدير المعهد العربي لإنماء المدن مؤكدا أن المعهد يؤمن بالعمل الجماعي وقد أعدّ دراسة بالتعاون مع اليونيسيف حول / المدينة صديقة الطفولة/ كما تم إصدار كتيباً حول كيفية تحويل المدن لتكون صديقة للأطفال و عمل المعهد بالتعاون مع بعض المدن على وضع شبكة الأمان الاجتماعي وتمنى أن يتم الوصول لخطوات عملية لتفعيل دور البلديات في مجال العمل التنموي وأوضح أن المعهد على استعداد تام لتقديم ما يلزم من خبرات وإمكانيات وعرض تجارب مهمة من شأنها تلبية احتياجات المدن العربية ودعم أفكار رؤساء الوحدات الإدارية لمعاجلة مشكلات الأطفال والحد من التسرب المدرسي والفقر الحضري لافتاً بأن الدور الإطاري العام للمعهد لا يستهدف مدينة معينة ، بدورها سفيرة اليونيسيف في سورية شهرزاد بوعلي أشارت إلى أن التعاون بين المنظمة ووزارة التربية أثمر تطوير برنامج المدرسة صديقة الأطفال الذي يطبق في 400 مدرسة حالياً ويركز على تحسين نوعية التعليم وتحقيق التواصل بين الطالب والمعلم وتطوير المهارات الإدارية وتعزيز مبادئ الثقة والكفاءة وغيرها من القضايا التي توفر النمو الآمن للطفل .
المهندس علي أحمد منصورة محافظ حلب بيّن السعي للوصول إلى رؤية مستقبلية لواقع أفضل للشباب والأطفال تعتمد على مشاركة كافة شرائح المجتمع عبر تنمية مستدامة تقوم على الاعتماد على الموارد البشرية التي يشكل الشباب حجر الزاوية فيها مشيراً إلى الخطوات التي تقوم بها محافظة حلب ومجلس مدينتها على صعيد الأنشطة الثقافية الترفيهية والخدمية والخطوات التنسيقية والتعاونية مع المنظمات الدولية الألمانية والآغا خان وجايكا لتخديم المدينة والبرامج الاجتماعية والاقتصادية والثقافية منوهاً بضرورة تبادل الأفكار النوعية والاستفادة منها ووضعها موضع التنفيذ.
وقد تابع المؤتمر فعالياته بتقديم مجموعة من المحاضرات و ورشات العمل حيث عرض ورؤساء مجالس مدن حلب ،حمص، والرقة ، دير الزور ،حماة ،إدلب والدكتور عبد السلام المجالي وشخصيات أخرى مختلف المشكلات والعوائق وخصوصية كل مدينة في مواجهتها للمشكلة والحلول المطلوبة والمساعدات التي يمكن الاستفادة منها بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية كما عقدت طاولة مستديرة لبحث فرص عمل توظيف الشباب وعمل الأطفال والحد من التسرب المدرسي وكذلك من الفقر إضافة إلى دورات تدريبية تجمع إدارات وبلديات ومنظمات حكومية وغير حكومية ووطنية ودولية وصولاً إلى اقتراح المزيد من الخطط والتوصيات المهمة.
حضر الافتتاح السيد عبد السلام المجالي رئيس وزراء الأردن الأسبق والدكتور إبراهيم التركي المدير التنفيذي لمبادرة حماية الأطفال والشباب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأحمد السلوم مدير عام المعهد العربي لإنماء المدن .