بالتزامن مع الاحتفال بدمشق عاصمة الثقافة العربية لهذا العام وتحت رعاية المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء أقامت مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية المنبثقة عن منظمة المدن العربية بالتعاون مع محافظة دمشق المؤتمر الأول لمدن التراث والتاريخ العربي /استراتيجيات صيانة وإحياء التراث بالمدن التاريخية الواقع والآفاق/.
المهندس هلال الأطرش وزير الإدارة المحلية والبيئة ممثل راعي المؤتمر أكد أن واقع مراكز المدن القديمة أكثر عرضة للتغيير والنمو والتدهور بسبب تمركز العديد من الأنشطة فيها وخضوعها لقوة العرض والطلب التي تساهم إلى حد كبير في نشوء واضمحلال المدن ولفت إلى دور التشريعات المؤسساتية في إنشاء مراكز مدن بديلة وفق أسس تخطيطية حديثة مما افقد مراكز المدن التقليدية عنصر الجذب والحيوية وجعلها عرضة للإهمال رغم كونها تضم الكثير من المعالم العمرانية والتراثية لذلك يجب أن نتعاون جميعا لوقف تدهور المدن ولإعادة الحيوية والفعالية لها ولتحقيق قدر من التوازن بينها وبين المدن الجديدة. وهنا أشار السيد الوزير إلى سياسة الحكومة السورية وإجراءاتها للحفاظ على المدن وتراثها الحضاري والعمراني من خلال وضع خطط إستراتيجية شاملة لتجديد البنى التحتية وتحسين الظروف البيئية ودراسة مخططات التنمية وتشكيل لجان حماية المدن القديمة وإحداث مديريات متخصصة بحماية المدن القديمة وتأمين الموارد المالية اللازمة لإحيائها وتأهيلها وتطوير الاقتصاد المحلي والاجتماعي والثقافي والسياحي وتنفيذ مشروعات رائدة بالتعاون مع المنظمات العربية والدولية. بدوره تحدث السيد غسان السمان ممثل أمين عام منظمة المدن العربية عن أهمية انعقاد المؤتمر كونه يساهم بتوفير المناخ لعلاقات أوسع واشمل بين المهتمين بالتراث.ناقش المؤتمر وعلى مدى يومين في القاعة الشامية بالمتحف الوطني مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالمدن التاريخية فبعد استعراض أهداف مؤسسة التراث والمدن التاريخية وطموحاتها تمت مناقشة كيفية حماية التراث الثقافي والتاريخي للمدن العربية القديمة ثم قدمت تجربة مدينتي جدة وتونس واستراتيجيهما في الحفاظ على مدنها التراثية القديمة كما تم استعراض إستراتيجية مدينة دمشق في صيانة وإحياء مدينة دمشق القديمة ثم تدارس المشاركون المشاكل المشتركة التي تعاني منها المدن بهدف الوصول إلى حلول لها إضافة لتدارس الأنظمة والقوانين للحفاظ على التراث والسياحة الثقافية وأهميتها في صناعة السياحة. ومن المشاريع الهامة التي تم تناولها في المؤتمر مشروع ذاكرة العالم العربي الهادف إلى رقمنه التراث وتوثيقه الكترونيا ونشره عبر الانترنت وبث معلومات عن جوانب التراث العربي. وقد صدرت في ختام المؤتمر مجموعة من التوصيات أهمها الحفاظ على القدس باعتبارها من أهم المعالم الأثرية العربية وضرورة تنمية التعاون والتكامل بين المدن الأعضاء في المنظمة إضافة للتأكيد على ضرورة العمل على تطوير وإحكام مختلف التجارب العالمية من أجل الحفاظ على المدن والأحياء التاريخية وإدارتها بحيث يتم إدماج السكن الاجتماعي بما يتناسب مع قيمها الأثرية إضافة لتدعيم السكن الاجتماعي والقضاء على المظاهر التي تضر بالمدن وأخيرا تم التأكيد على ضرورة وضع برامج للتنمية والتدريب لإعادة تأهيل هذه المدن.
شارك بالمؤتمر وفود من 12 دولة عربية وخبراء من مختلف المنظمات والهيئات العربية والدولية التي تهتم بالتراث العمراني