بهدف حماية أماكن تعشيش وتغذية السلاحف البحرية الخضراء والكبيرة الرأس اقتراح إنشاء محمية شاطئية في مدية اللاذقية
نتيجة للتقصي و المسح تبين أن الشواطئ السورية تعد أحد الموائل الهامة لتغذية السلاحف البحرية الخضراء والكبيرة الرأس في البحر المتوسط وتبين للجميع الأهمية الوطنية والاقليمية للشواطئ السورية برا وبحرا من حيث تعشيش وتغذية السلاحف البحرية في البحر المتوسط .
و بهدف حمايتها وحماية أماكن تعشيشها وتغذيتها على الشاطئ السوري اقترحت الجهات المعنية إنشاء محمية بحرية على شاطئ مدينة اللاذقية في المنطقة الواقعة بين الصنوبر والشقيفات بطول 7،5م يحيط بها من الشمال حوالي 3 كم على الأقل كمنطقة توازن تدريجي للمحمية وجاء اختيار هذا المكان لكونه مكان نموذجي لتكاثر السلاحف البحرية إضافة إلى تميزه بإمكانية تشكيل مناطق ملائمة لتكاثر الأسماك الشاطئية وحماية الطيور المائية بفضل وجود مصبي نهري الصنوبر والقبو ضمن موقع المحمية المقترح . خاصة أن عملية متابعة مراقبة ودراسة تعشيش السلاحف البحرية على الساحل السوري في عامي 2005 ـ 2006 كشفت وجود الكثير من المخاطر التي تهدد تلك السلاحف وفراخها على شواطئ التعشيش من جراء القتل المتعمد للإناث البالغات إضافة إلى وجود النفايات التي تعيق عملية التعشيش كما يشكل وجود الأفاعي التي تنبش الأعشاش مصدر خطر يتهددها كما تلعب الأمواج العالية دورا في غرق بعضها أو تموت دهسا بالجرارات الزراعية أو تأكلها السلاطعين والكلاب الشاردة والطيور الجارحة وأخيرا الكثير من تلك الفراخ تفشل في الوصول إلى البحر بسبب ضياعها جراء تتبعها للإنارة على شواطئ التعشيش ووقوعها في فخ الحفر الكثيرة لسلاطعين الرمل والأخاديد الكبيرة لعجلات الجراران على الشاطئ. لذلك وبهدف تأمين الحماية لها اتخذت سلسلة إجراءات كتغطية الأعشاش بشبك معدني لحمايتها من النبش ونقل الأعشاش القريبة من الشاطئ لحمايتها من الغرق وتوعية رواد الشواطئ لتجنب إيذاء السلاحف البالغة وأعشاشها وفراخها. من جهة أخرى وبما أن السلاحف البحرية تقضي معظم حياتها في البحر و حماية شواطئ تغذيتها لا تقل أهمية عن حماية شواطئ التعشيش من هنا جاءت الحاجة لتحديد شواطئ ومواقع التغذية لهذه السلاحف بهدف حمايتها بعد إتمامها لعملية التعشيش على الشواطئ السورية فقد تم تعقبها بالأقمار الصناعية لمعرفة مسالك هجرتها في البحر المتوسط وتعد أول عملية تعقب للسلاحف الخضراء بواسطة الأقمار الصناعية في شرق المتوسط وشمال إفريقيا وقد اختيرت إحدى السلاحف الخضراء وتدعى كاي بعد تعشيشها على شاطئ الصنوبر جنوب اللاذقية تم وضع جهاز على ظهرها ثم أطلقت إلى البحر لتبدأ عملية مراقبتها وتحديد مسارها وأماكن تغذيتها. ونتيجة لذلك تبين أن السلحفاة الخضراء كاي بعد تعشيشها على الشواطئ السورية اتجهت جنوبا بمحاذاة الساحل الشرقي للمتوسط وصولا إلى ساحل شمال إفريقيا لتتغذى هناك حتى انتهاء فعالية الجهاز. جدير بالذكر أن الاهتمام بموضوع السلاحف البحرية الخضراء وذات الرأس الكبير وحماية أماكن تعشيشها وتغذيتها بدأ مع عام 2004 فقبل ذلك لم تكن هناك أهمية تذكر للشواطئ السورية في هذا المجال ولم تكن هناك سوى إشارات في بداية التسعينيات عن تعشيش قليل ومهمل لهذا النوع من السلاحف على شاطئ جنوب اللاذقية ولكن خلال صيف عام 2004 تم اكتشاف أحد أهم مواقع تعشيش السلاحف الخضراء على شاطئ اللاذقية أثناء بحث مكثف قام به مجتمع حماية السلاحف البحرية اليونانية بالتعاون مع باحثين محليين مما جعل شاطئ اللاذقية يحتل المرتبة الثالثة بعد شاطئي تركيا وقبرص في تعشيش السلاحف.