افتتح المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء الندوة الحوارية حول التخطيط الإقليمي والتنظيمي في سورية والتي تقام في مكتبة الأسد وقد أكد المهندس العطري خلال افتتاحه أعمال الندوة أن التصدي لمسألة التطوير العمراني يعد بكل الاعتبارات والمقاييس مهمة وطنية ومسؤولية جماعية يجب بذل الجهود المشتركة لمعالجتها وتصويب مساراتها وفق الرؤى التنموية والحداثية التي تحقق التوازن بين خصائص الموروث العمراني ومتطلبات الحياة المعاصرة.
وأضاف إن الحكومة تتابع وبشكل دقيق المشاريع والمبادرات المتعلقة بالتنظيم العمراني التي تنفذها السلطات المحلية والجهات الاستشارية وكذلك الجهات الدولية المانحة فالتخطيط العمراني هو السياسة المرحلية والمستقبلية التي تعتمدها السلطات المحلية لاستيعاب السكان في إطارهم القائم ووفق توقعات المستقبل ضمن حيز ملائم يلبي احتياجاتهم الآنية وتطلعاتهم المستقبلية بهدف تحقيق التنمية المحلية المستدامة والمتوازنة للتجمعات السكانية بكل مستوياتها .
�ولفت السيد رئيس مجلس الوزراء إلى بروز بعض الظواهر السلبية التي رافقت النمو العمراني والتي تمثلت بالتوسع العشوائي خاصة في مراكز المحافظات والمدن الكبرى والزحف العشوائي باتجاه الأراضي الزراعية والغابات فهذه التغيرات استدعت الاهتمام باعتماد إستراتيجية خاصة للتنمية الحضرية في سورية تضمنتها الخطة الخمسية العاشرة حيث ركزت هذه الإستراتيجية في توجهاتها المستقبلية على البعد الاقتصادي والاجتماعي بحيث يصبح التخطيط المكاني مبنيا على دراسة مستفيضة لواقع ومستقبل المدينة وعلاقاتها الاجتماعية وحاجاتها من الخدمات والاتصالات .... كما ركزت على البعد الجغرافي لتكون المدينة حلقة جزئية من حلقات التخطيط الإقليمي الشامل والمتوازن لذلك توجهت الحكومة نحو اعتماد التخطيط الإقليمي لمنع التوسع العمراني العشوائي حول المدن الكبرى والمحافظة على الاتصال المكاني والاجتماعي بين المجتمعات العمرانية والبيئة المحيطة بها و المواقع الطبيعية وتحقيق الاستدامة البيئية وأشار سيادته إلى الاهتمام الكبير من الحكومة في متابعة الجهات المختلفة لاتخاذ الإجراءات الخاصة بتوصيات المؤتمر الأول للعمران ومتابعة تنفيذها ثم توقف في كلمته عند الخطوات الإجرائية التي قامت بها وزارة الإدارة المحلية والبيئة في هذا المجال ومن بينها إعداد مشروع قانون حول تطوير أسس ومعايير التخطيط العمراني ولفت إلى أن وزارة الإدارة المحلية والبيئة تتابع الإجراءات المتعلقة بتطوير آلية إقرار وإصدار المخططات التنظيمية وأنظمة ضابطة البناء وإصدار قانون العمران الموحد وذلك من خلال دراسة وتعديل بعض القوانين والمراسيم وبين المهندس عطري في ختام كلمته انه بنفس الوقت تم الطلب إلى وزارة التعليم العالي تطوير المناهج التدريسية في الأقسام الهندسية وإحداث أقسام جديدة مختصة بالتخطيط العمراني والتخطيط الإقليمي والاهتمام بتأهيل وتدريب الكوادر مجال التخطيط العمراني .
بدأت الندوة التي تعقد جلساتها الحوارية على مدى يومين بعرض حول أهداف الندوة والمشاريع والبرامج التي ستتم مناقشتها وما خطوات على صعيد انجاز المخططات الإقليمية في عدد من المحافظات قدمه مدير شركة تيركون الألمانية المهندس مازن عظمة ثم قدم المهندس غازي القسوس من شركة دورش الألمانية عرضا موسعا عن التخطيط الإقليمي لمحور حمص حماة وما نفذته شركة دورش الألمانية واكوادروب السورية. الدكتورة ناتاليا عطفة من الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية قدمت عرضا تحليليا حول التخطيط الإقليمي لوادي بردى ووادي معلولا وصيدنايا ورنكوس. قدم الدكتور وليد صيداوي من جامعة تشرين مخططا تحليليا للتخطيط الإقليمي لمحور حمص طرطوس.حضر افتتاح الندوة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية والسادة وزراء الإدارة المحلية والبيئة والسياحة والزراعة والري والنقل والإسكان وشؤون رئاسة الجمهورية والدولة لشؤون المشاريع الحيوية وعدد من السادة المحافظين ورؤساء الجامعات و ممثلي الشركات الهندسية العربية والأجنبية وغيرهم من العاملين والمهتمين بالتخطيط الإقليمي والتنظيمي .
