شهدت العلاقات السورية التركية خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا وخاصة بعد أن دخلت اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ مطلع العام الحالي وتعززت مع الزيارات المتبادلة بين الجانبين على أعلى المستويات وفي اطار السعي لتعزيز التعاون القائم بين سورية افتتح المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والسيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا أعمال الملتقى الاقتصادي السوري التركي الأول.
المهندس العطري وخلال افتتاحه أعمال الملتقى اكد أننا ماضون بعزيمة صادقة لإرساء علاقات تعاون متطورة تستند لإمكانيات البلدين وموقعهما الجغرافي كما ان الإتفاقيات ومذاكرات التفاهم المبرمة وفرت الإطار التشريعي الناظم لتعاونهما المتنامي في كافة المجالات إضافة للخطوات العملية والإجراءات الإدارية لدعم هذا التعاون وودعا السيد رئيس مجلس الوزراءفي ختام كلمته المؤسسات الرسمية وغرف التجارة والصناعة والزراعة وسائر الفعاليات العامة والخاصة للتفكير والبحث في سبل تطوير التعاون فهذا الملتقى وغيره من الملتقيات المماثلة ستوفر الإطار العملي للإنتقال من حيز الأفكار والتصورات إلى خبر الواقع والتنفيذ. بدوره السيد رئيس الوزراء التركي عبر عن سعادته بانعقاد هذا الملتقى وأكد عزم البلدين مواصلة الجهود لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية وخاصة الاقتصادية.شارك بالموتمر أكثر من 700 من رجال الأعمال والمستثمرون وأصحاب الفعاليات الاقتصادية والتجارية والصناعية الأتراك والسوريين وقد تم تنظيم خمس جلسات عمل ناقشت مختلف المواضيع الاقتصادية والاستثمارية وسيل تفعيل التعاون في هذا المجال بين البلدين كمارافق الملتقى تنظيم معرض يتضمن بعض المنتجات والسلع والخدمات السورية والتركية وقد صدرت في ختام اعمال الملتقى مجموعة من التوصيات اهمها التأكيد على ضرورة عقد هذا الملتقى في نيسان من كل عام بالتناوب بين البلدين والاستفادة من الخبرات التركية لوضع استراتيجية لاستثمار الطاقة والطاقة البديلة في البلدين.
من جهة اخرى وبالتزامن مع انعقاد الملتقى السوري التركي وقع وزير الاقتصاد السوري الدكتور عامر لطفي ووزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية كوشارد توزمين على محضر اجتماعات مجلس الشراكة بين سورية وتركيا والذي يتضمن سبل توسيع التعاون بين البلدين كإضافة المنتجات الزراعية إلى إتفاقية التجارة الحرة والاستثمارات التركية في سورية وخاصة الاستثمارات المستقبلية في المدن الصناعية وخاصة في مدينة حسياء الصناعية المهندس خالد عز الدين مدير عام مدينة حسياء الصناعية وخلال مشاركته بالملتقى أكد أن سورية بوابة عبور مهمة بالنسبة لتركيا باتجاه دول الخليج والدول العربية وتشكل سوق استهلاك واسعة لدول الجوار للمنتجات التركية واضاف هناك 80 %من خطوط الإنتاج في المصانع السورية في تركيا وكذلك تلعب تركيا دورا مهما باعتبارها بوابة العبورإلى دول الإتحاد الأوروبي. ولفت إلى أنه تم الإتفاق مع رجال الأعمال الأتراك على إقامة محطة لوجستيه للنقل والتخزين بالنسبة لخطوط الغاز بين مختلف الدول وسيتم طرح اقامة مدينة صناعية تركية في مدينة حسياء تلعب دورا مهما بعملية التكامل الاقتصادي بين البلدين وهناك رغبة حقيقية لتطويرالعلاقات بهذا الاتجاه وختم حديثه بالقول: لا يغيب عن ذهننا أهمية دور المدن الصناعية التيي أصبحت تحتل موقعا متميزا وتهيئ عشرات الآلاف من الفرص لليد العاملة وتسهم بعملية التنمية الشاملة ولاسيما أن المدن الصناعية تمثل الحاضنة لكل الخدمات الصناعية والتجارية والثقافية والترفيهية والرياضية وحجم الاستثمارات في المدن الصناعية خلال أقل من ست سنوات تجاوز 150 مليار ليرة سورية.
قالوا عن الملتقى:
- الدكتور راتب الشلاح رئيس اتحاد غرفة التجارة السورية: انعقاد الملتقى فرصة حقيقية وخطوة مهمة لتحقيق الشراكة التي سعى اليها البلدان والشعبان الصديقان.
- بهاء الدين حسن رئيس مجلس رجال الاعمال السوري التركي: الملتقى تتويج لمرحلة تنامي العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتي اثمرت شراكة حقيقة.
- روشار بيكان نائب رئيس مجلس رجال الأعمال التركي السوري: الملتقى فرصة لإزالة جميع العراقيل التي تحول دون تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.