تعتبر البادية السورية ملاذا لأكثر من اربعمئة نوع من الطيور والتي تم رصدها حتى الآن منها المهاجرة والزائرة والمقيمة وبعضها نادر ومن هذه الطيور النادرة التي وجدت في البادية السورية بيئة مناسبة لإقامتها طائر النوق ( ابومنجل الأصلع ) الذي عاد إليها من رحلته الطويلة حيث قطع 3800 ميل عابرة سبعة بلدان أثناء هجرته الشتوية لتنتهي رحلته في مرتفعات أديس بابا في أثيوبيا وبمعرفة طريق هجرة هذا الطائر وطريق عودته أمكن حل لغز هجرة هذا الطائر النادر والتي بقيت مجهولة آلاف السنين.
فقد تم ذلك عبر تركيب أجهزة إرسال خاصة لتتبع خط سيره عن طريق الأقمار الصناعية ومع حل لغز طريق هجرة هذا الطائر أصبح باستطاعة كل هاو ومهتم معرفة خط سير هذا الطائر ومواقع تحليقه وأماكن هبوطه مع أطوال المسافات التي يقطعها عبر تتبع خريطة خاصة مأخوذة عبر الأقمار الصناعية ومعروضة على صفحات الشبكة الذكية ومع حل هذا اللغز يعلن نجاح مشروع حماية موقع تربية طائر النوق الذي استمر تسعة أشهر و رعته الحكومة السورية وساهمت المنظمات الدولية في تمويله وتأمين الدعم الفني اللازم حيث قام مجموعة من الخبراء الأجانب والمحليين بوضع أجهزة إرسال لثلاثة طيور من طيور أبو منجل وأطلق عليها أسماء عربية بدوية (سلطان- سلام –زنوبيا) لتتم مراقبتها عبر الأقمار وتبين أن هذه الطيور تبدأ هجرتها السنوية في شهر تموز وتعود إلى بادية تدمر في شهر شباط. يذكر أن طائر النوق أبو منجل اكتشف وجوده في بادية تدمر منذ عام 2002 من قبل الخبير الايطالي جان لوكا سيرا بمشاركة فريق عمل سوري و هو طائر مائي رأسه أصلع ووجهه عاري مائل إلى الحمرة وله ريش طويل منتشر بلا نظام في مؤخرة عنقه وله ساقان قويان ولأجنحته لمعان شبيه بألوان قوس قزح وقد أدرج منذ سبعينات القرن الماضي على قائمة الطيور الأكثر عرضة للانقراض حسب القائمة الحمراء التي وضعها الاتحاد الدولي للحماية وجاء تنفيذ مشروع حماية موقع تربية هذا الطائر النادر لتكون خطوة تتبع هجرته مرحلة متطورة للمحافظة على البيئة التي تهاجر عبرها هذه الطيور كخطوة أساسية لحمايتها من الانقراض.