خصصت الجلسة الحوارية الأولى من الندوة المشتركة بين الجمعية البريطانية السورية وبرنامج تحديث الإدارة البلدية الـMAM والتي تقام في إطار سلسلة الندوات التي تهدف إلى المساهمة بتحفيز التنمية المحلية تحت عنوان المناطق الخضراء في المدن مشكلة أم حل والتي خصصت لتقييم نتائج الندوتين اللتان أقامتهما الجمعية البريطانية السورية بالتعاون مع برنامج تحديث الإدارة البلدية / MAM / الأولى حول دمشق 2020 الرؤية المستقبلية للتنظيم العمراني وشبكة المواصلات – مسالة دراسية شارع الملك فيصل التي عقدت 31 /3/2007.
تم خلالها إلقاء الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الحكومية بغية الوصول إلى هيكلية متكاملة من المفاهيم والمبادئ الخاصة في عملية التخطيط العمراني لهذه المدينة والثانية بعنوان تدمر رؤية لحفاظ والتنمية التي أقيمت في منتصف آذار 2008 والتي سلطت الضوء على قضايا التنمية الحاصلة في هذه المدينة التي تمثل تحفة فريدة للعبقرية الإنسانية المبدعة حيث ناقش المشاركون الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية بهدف الوصول إلى هيكلية متكاملة من المفاهيم والمبادئ الخاصة في عملية التخطيط العمراني لمدينة دمشق وإنجاز المخطط التوجيهي للمدينة القديمة يراعي أقسامها الواقعة خارج نطاق السور والفرص الممكنة والمتطلبات الأساسية لشارع الملك فيصل بهدف تحقيق التعاون المتكامل بين جميع الجهات بغية تحقيق التخطيط الأفضل والمستدام لدمشق والتركيز على متطلبات اتفاقية التراث العالمي وقضايا النسيج العمراني وحماية التراث والبيئة وإدارة المرور والتنمية الاقتصادية والتأثير الاجتماعي والتصميم العمراني ولفتوا إلى أهمية إيجاد آلية لإنجاز مراجعة لجميع الرؤى لمستقبل التخطيط العمراني لمدينة دمشق بهدف تحديد رؤية واضحة محددة المعالم يمكن لجميع الجهات الحكومية إتباعها في إنجاز التنظيم العمراني والمخططات المرورية للمدن والقرى السورية وخلق آليات أكثر فاعلية للتنسيق بين الهيئات الدولية الداعمة والمهتمة بعملية التنظيم العمراني والجهات الحكومية وبالنسبة لمشروع شارع الملك فيصل دعا المشاركون إلى أن يكون المشروع منسجما مع النسيج العمراني التاريخي للمدينة القديمة خارج السور وعدم التسبب بعزل المدينة القديمة عن امتدادها الطبيعي وتطوير رؤية موضوعية لمنطقة شارع الملك فيصل تلبي احتياجات المدينة ومتطلبات التراث العالمي بشكل متوازن ومنسجم مع الواقع وبالنسبة للورشة الخاصة بمدينة تدمر التي عقدت منتصف آذار 2008 فقد تم استعراض النتائج والتوصيات التي صدرت في ختامها والتي اعتبرت الموقع الأثري المسجل على لائحة التراث العالمي لدى اليونسكو أمرا بالغ الأهمية يجب عدم التفريط به وأن تسير عملية الحماية التراثية فيه بالتوازي مع التنمية المستدامة بما يعود بالفائدة على السكان المحليين ومراعاة حاجات الأجيال القادمة والحفاظ على خصوصية وأصالة المعالم الثقافية والطبيعية للموقع ومصادر المياه ونمط حياة السكان وضمان استمرار حياة الواحة كما قام المشاركون بتسليط الضوء على رؤية التنمية السياحية في تدمر وموقعها الأثري كعنصر جذب سياحي وتنويع المنتج السياحي لتصبح تدمر وجهة سياحية تقدم الإرث الطبيعي والثقافي بطريقة عالية الحماية وبالغة التقدم وعلى أساس اقتصادي متنوع بحلول العام 2025 ما يعطيها قيمة مضافة ويوفر فرص عمل ويمهد الطريق للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للسكان إضافة إلى صياغة الخطط المحلية عبر الحفاظ على هذا الإرث وتأسيس تعاون مؤسساتي وبناء إدارة فعالة لها.
الدكتور فواز الأخرس تحدث في بداية الجلسة مؤكدا أهمية التشريعات والقوانين الصادرة في هذا المجال فهي جيدة وتعكس رؤية واضحة و من المهم العمل على تنفيذها مشيرا إلى أن بعض القرارات لا تطبق على أرض الواقع كما وهذا بدوره يؤثر على تطبيق هذه الرؤية وشدد الدكتور الأخرس على أهمية تحسين واقع الخطط المرورية في منطقة شارع الملك فيصل وغيره من المناطق التاريخية والأثرية وعدم إقامة أي مشروعات أخرى على حساب قيمتها الأثرية والتراثية من جهته تحدث الدكتور المهندس تامر الحجة وزير الإدارة المحلية عن الجهود الحكومية من أجل ترميم البيوت في مدينة دمشق القديمة وتقديم القروض والحوافز المشجعة لذلك ما انعكس على استقرار السكان وتطوير حياتهم الاجتماعية لافتا إلى تجربة مدينتي دمشق وحلب التي فرضت نفسها من خلال اكتشاف الكنز الأثري والتاريخي الثمين وإيجاد آلية مناسبة للتعامل معه بدورها تحدثت الدكتورة كوكب داية وزيرة الدولة لشؤون البيئة داعية إلى تخصيص نسبة مرتفعة من المساحات الخضراء ضمن المخططات التنظيمية للمناطق السكنية الجديدة ومراعاة ذلك عند إعادة تنظيم مناطق المخالفات من خلال زيادة الأشجار المزروعة ضمن المدن وعلى جوانب الشوارع وتشجيع زراعة النباتات المتسلقة على جدران الأبنية واعتماد مبدأ الأسطح وأشارت الدكتورة داية إلى أهمية السياحة البيئية باعتبارها تحمل طابع الاستدامة وتحافظ على مقومات وجودها الذاتية وتشكل ثروة وطنية غير قابلة للنضوب وأكثر تشجيعا للصناعات التراثية المعتمدة على المواد الطبيعية.
الدكتور سعد الله آغا القلعة وزير السياحة أكد في مداخلة له على أهمية زيادة عدد سياح المبيت من خلال تحسين واقع مدينة تدمر وتقديم الخدمة للسياح في المكان وتنويع المنتج السياحي وإدخال السياحة البيئية والصحراوية والمياه الكبريتية وغيرها وتأهيل الكوادر السياحية القادرة على تقديم المعلومات للسياح وتامين وسائط النقل المناسبة لهم وتحدث مبينا الإجراءات المتخذة في هذا المجال منها افتتاح مركز استقبال الزوار وتسوير الموقع والتدخل في الموقع الأثري بالتنسيق مع وزارة الثقافة والجهات المعنية الأخرى.
من جانبه دعا الدكتور بشر الصبان محافظ دمشق إلى النظر لدمشق وريفها كإقليم واحد وخلق التكامل بينهما وعدم الفصل بين المدينة القديمة ومحيطها مبينا أهمية نقل بعض المؤسسات والشركات المتمركزة في دمشق إلى محافظات أخرى بما يسهم في تنميتها وتخفيف الضغط عن العاصمة من جانبه محافظ دمشق تحدث موضحا أن المحافظة تستند في معالجتها للواقع على دراسات علمية ومنهجية بالتعاون مع جميع الفعاليات خاصة في المدينة القديمة لتقديم الخدمات الأفضل للمواطنين من خلال إعادة تأهيل كامل البنية التحتية فيها وواجهات المحال والخانات والسبلان المائية واعتماد سيارات كهربائية صديقة للبيئة وللآثار حيث جهزت المحافظة 5 كراجات سطحية تتسع لنحو 1600 سيارة لمنع دخول السيارات العابرة إلى المدينة القديمة بدوره لفت المهندس محمد إياد غزال محافظ حمص إلى أهمية حماية الآثار و إدارة المواقع الأثرية و الحفاظ عليها عبر تطبيق القوانين والاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال داعيا إلى تبديل الطريق الذي يعبر الآثار ويؤثر عليها وتنفيذ المشروعات التنموية فيها بعد دراسة أثرها البيئي. /
وتابعت الندوة أعمالها بتقديم مجموعة من الحالات الدراسية حول انحسار المناطق الخضراء في كل من مدينة حلب ، حمص ، دمشق وأخيرا تمت مناقشة الحلول والمقترحات وخاصة إقامة الشبكات الخضراء في المدن ومبادرة التنمية المستدامة