استعراض الدراسة الخاصة بتأهيل واجهات مدينة معلولا
التقى الدكتور المهندس تامر الحجة وزير الإدارة المحلية مع فريق الخبراء الايطالي وفريق العمل الوطني الدارس لمشروع تأهيل واجهات مدينة معلولا (الأعمال المتممة).
السيد الوزير تحدث في بداية اللقاء مؤكداً أهمية هذا مشروع تأهيل واجهات معلولا الذي كلفت محافظة ريف دمشق بإعداد الدراسات الخاصة به وأضاف ماتم من أعمال حتى الآن لقي ارتياحاً من الجميع وتمنى أن يتم الترميم على نفس المستوى حتى ينعكس على المدينة لتكون عامل جذب سياحي ولضمان استمرارية الحياة في هذه المدينة التاريخية القديمة .
بدوره الخبير الايطالي تحدث موجهاً شكره إلى الحكومة السورية ومحافظة ريف دمشق والأشخاص المشاركين بالمشروع وأكد أن الحكومة الايطالية فخورة بالمشاركة في هذا العمل لافتاً إلى أن علاقته وعمله في سورية ليس وليد الحاضر بل بدأ منذ عام 2006 وهي علاقة وطيدة تعكس تبادل ثقافي بين الحكومة الايطالية والسورية وتمنى أن تكون الفرصة الحقيقية لمدينة معلولا لتكون انطلاقة جيدة للتعاون بين الجانبين وشدد على موضوع ترميم المدينة مع ضرورة الحفاظ على البيئة ، التاريخ ، القدسية / الميزة الروحية / لمدينة معلولا وأشار لإمكانية الاستفادة من التشابه بين بعض المناطق الموجودة في ايطالية وبين مدينة معلولا ثم عرض للتصور الذي يمكن أن يعيد الحياة لمعلولا من خلال إيجاد نظام نقل المواطنين إلى محيط المدينة من خلال توفير وسائل النقل عند نقطة معينة بشكل يتيح للزائر فرصة للتجول في المدينة مع مراعاة وضع ذوي الاحتياجات الخاصة وهو نظام حركي مشابه للنظام الحركي المطبق في ايطاليا وبالنسبة للحصول على التمويل أوضح الخبير الايطالي حالياً هناك إعلانات من الاتحاد الأوروبي لتمويل بعض المشاريع في الدول المطلة على البحر المتوسط والمدن المتعلقة بالتراث العالمي ويمكن أن تكون معلولا مثال نموذجي لمثل هذا التمويل وهذا يولد ثقة بأهمية المشروع ويمكن فتح الباب أمام الحصول على تمويلات أخرى كما يمكن من خلال وجود توءمة بين المدن السورية والايطالية تقديم الدعم لسورية و الحصول على تمويل سواء من المؤسسات الأكاديمية الايطالية أو الجهات الصناعية.. لصالح استثمار مدينة معلولا .
الدكتور موفق دغمان من الفريق الوطني للمشروع قدم عرضاً للدراسة الخاصة بتأهيل الواجهات موضحاً أن الغاية من المشروع جعل معلولا تتمتع بالحيوية حيث تم وضع مجموعة من النقاط التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع لتحويلها إلى مدينة حيوية وليس مجرد مكان للزيارة الدينية فالمخطط الجديد يعمق هذا الجزء وبنفس الوقت يوجد خطة لمعالجة الفراغات العامة والطرق مشيراً إلى أن العمل يتم على أربعة أقسام الأول ترميم وتأهيل الواجهات ، الثاني تقديم مصور للمدينة ، الثالث إعداد الدليل المعماري والعمراني ، والرابع قسم متمم لدفاتر الشروط وأضاف إن الوضع الحالي لبعض المناطق في معلولا يتطلب الترميم وقد قمنا بعملية جمع البيانات وتحليلها ثم وضعنا الرؤية والهدف وصولاً إلى إعداد مخطط رقمي وفق نظام/GIS/ لاستعمالات الأراضي كما وضعنا خطة لمعالجة الواجهة المطلة لمعلولا مع التمييز بين الفترات التاريخية للمنازل الموجودة في المدينة عند الترميم وبالنسبة لتنشيط الحركة السياحية اكد الدكتور دغمان على موضوع المواصلات والبحث عن بدائل لتأمينها توافق بين المتطلبات والحفاظ على المدينة فلا بد من العمل على تأمين وسائل نقل خاصة بالمدينة يمكنها أن تساعد على إيجاد تنمية للمدينة أما بالنسبة لأعمال الرفع والتوثيق للواجهات أوضح يتم العمل في هذا المحور ضمن فريق عمل يعمل بالتوازي على ثمانية أقسام ليتم التوثيق ونظراً لصعوبة استخدام وسائل التكنولوجيا يتم التوثيق يدوياً ويدعم بالتصوير الفوتومتري والرسم الهندسي .
بدوره تحدث السيد محافظ ريف دمشق متمنياً أن يحظى المشروع بدعم مادي بعد انجاز الدراسة فمعلولا مثال ناحج لابراز العمل الفني ويمكن ان بساعد هذا العمل على انضمامها إلى لائحة التراث العالمي .
في ختام الاجتماع تحدث السيد الوزير موجها شكره إلى فريق العمل الايطالي على جهوده الواضحة وخبرته العلمية والعملية وصلاته بالمنظمات الدولية التي ستجعله عنصرا داعماً لسورية في المحافل الدولية للمساهمة في دخول معلولا في لائحة التراث العالمي كما اثنى على جهود فريق العمل الوطني لإعداد هذه الدراسة لأن إستراتيجية العمل أخذت بعين الاعتبار كل العناصر والعوامل التي تعيد لمعلولا وسكانها الحياة واشار لامكانية استخدامهم للتصوير الليزي بدلا من التصوير الفوتومتري وهو تصوير جربته الوزارة في حي القدس في محافظة اللاذقية ويمكن الاستفادة منه في اغناء رأي فريق العمل وبالنسبة للتشابه بين معلولا والمدن الايطالية بيّن السيد الوزير أن الموضوع فني بالدرجة الأولى ويجب أن يتم إجراء دراسة توضح نقاط التشابه وشدد على ضرورة لحظ موضوع المحور السياحي عند الدراسة وعلى ضرورة تحديد المواد التي سيتم استخدامها بعمليات الترميم فمن الضرورة وجود معالجة تتوافق مع البيئة حفاظاً على القيمة التاريخية للمدينة .
يذكر أن مدينة معلولا مسجلة على اللائحة التوجيهية لليونسيكو منذ عام 1999 وفقا لمعياري اللغة الآرامية الفريدة و وجود مغاور تدل على توضع الإنسان القديم فيها.