أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي خلال زيارته على رأس وفد وزاري كبير إلى مدينة حلب أن الحكومة تتابع باهتمام ما يجري من أحداث في محافظة حلب وأنها على اطلاع على الصعوبات التي تواجه أهالي حلب جراء الاعمال الاجرامية التي ترتكبها المجموعات الارهابية المسلحة وأشار الدكتور الحلقي خلال لقائه عددا من الفعاليات الاقتصادية والدينية والاجتماعية والاهلية في المحافظة إلى ان المجموعات الارهابية استهدفت كل المكونات الاقتصادية والتنموية والمعيشية للمواطنين وطالت الوطن بجميع منشآته الخدمية بدءا من المياه والكهرباء والاتصالات والمؤسسات التنموية اضافة إلى المكون التمويني الذي ينتهي بصناعة الخبز المادة الرئيسية لحياة المواطنين.
وبين رئيس مجلس الوزراء أن استهداف الارهابيين للطرق المؤدية إلى محافظة حلب حال دون وصول مادة المازوت إلى هذه المدينة مشيرا إلى الجهود المبذولة لتأمين وصول المواد الاساسية في أقرب وقت ممكن إلى المحافظة موضحا أن هناك قوافل محملة بمواد الغاز والمازوت والبنزين جاهزة للانطلاق باتجاه مدينة حلب فور معالجة مشكلة النقل.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى ان الحكومة خصصت 200 مليون ليرة سورية لشراء مواد اغاثية و100 مليون ليرة لشراء المواد الاساسية ومتطلبات الخدمات و140 مليون ليرة للمساهمة بالموازنة المستقلة لمحافظة حلب وذلك خلال خمسة عشر يوماً اضافة إلى 400 مليون ليرة لشراء مواد اغاثية في النصف الاول من العام القادم و6 مليارات ليرة لتأمين مواد تموينية واغاثية موجودة في مستودعات وزارة الصناعة على شكل معلبات غذائية ومواد أساسية مؤكدا ان الحكومة تقوم بتأمين ما أمكن من مساعدات اغاثية بواسطة الطائرات بمعدل شحنة في الاسبوع.
وبالنسبة للمواد التموينية قال رئيس مجلس الوزراء ان الحكومة لديها فائض وتستورد باستمرار احتياجات سورية من المواد التموينية بدءا من الرز وصولا إلى القمح Nلا ان المشكلة الرئيسية في حلب هي عملية طحن هذه المادة مبينا ان المسBلة مركبة تبدأ من تأمين مشتقات النفط التي تغذي المحطات الكهربائية والسكك الحديدية التي تنقل المشتقات النفطية والتموينية والتي تعرضت لاعمال تخريبية تهدف إلى اخضاع الشعب العربي السوري.
الإرهابيون خربوا عدداً من المطاحن
ما سبب عجزاً في مادة الطحين
وأشار الدكتور الحلقي إلى ان المجموعات الارهابية المسلحة عمدت إلى تخريب عدد من المطاحن الواقعة في ريف حلب ما أسفر عن عجز في مادة الطحين موضحا ان الحكومة تبذل جهودا حثيثة لتدارك هذا العجز عن طريق شحن كميات من الخبز عبر الطائرات.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن التيار الكهربائي سيعود خلال الثماني والاربعين ساعة القادمة إلى مدينة حلب مشيرا إلى ان ورشات الصيانة تقوم بجهود كبيرة لاصلاح ما خربته المجموعات الارهابية المسلحة بمحطات توليد الكهرباء للمدينة.
سعر الليرة مستقر واحتياطي متميز
من القطع الأجنبي
ولفت الحلقي إلى الاستقرار في سعر صرف الليرة السورية رغم الظروف التي تمر بها البلاد وذلك بفضل وجود احتياطي متميز من القطع الاجنبي مشيرا إلى أنه لولا هذه الحرب العسكرية والاستخباراتية والاعلامية والاقتصادية التي تواجهها سورية لوصلت الليرة السورية إلى أرقام مضاعفة.
بدوره بين المهندس عمر غلاونجي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الادارة المحلية ان الوزارة وضعت في أولوياتها اعادة الامن والاستقرار إلى جميع المناطق في سورية واعادة تأهيل البنى التحتية والمرافق في المناطق المتضررة واعادة المواطنين لمناطق الاستقرار الاجتماعي وتقديم المساعدات الانسانية لهم.
وقال انه تم تشكيل لجنة فرعية في كل محافظة لتلقي طلبات المواطنين وتقييم الاضرار حيث تم صرف 50 بالمئة من قيمة التعويضات اضافة إلى الموافقة على صرف 300 مليار ليرة للمتضررين.
وأضاف انه تم رصد مبلغ 30 مليار ليرة للمتضررين بموازنة عام 2013 وان الحكومة تعمل منذ شهرين لتحديد المناطق التي تعرضت للضرر حيث تم تزويد مجالس المدن بالتعليمات الضرورية لتحديد المناطق المتضررة بهدف اعادة اعمارها بشكل قانوني وتخطيط جديد يلبي حاجة المواطن كما يتم العمل لتشكيل لجنة ذات صلاحيات واسعة مفوضة باتخاذ القرارات التي تخص القطاع المدني والخدمي بحلب.
من ناحيته قال وزير الكهرباء المهندس عماد خميس ان الوزارة تقوم باجراءات استثنائية لاعادة 3 خطوط كهرباء لتغذية الشبكة بحلب للعودة إلى العمل جزئياً خلال الساعات القادمة بمعدل من 2 إلى 8 ساعات يومياً مشيراً إلى ان هناك جهودا تبذل بالتعاون بين الوزارة وأعضاء المجتمع الاهلي والمحلي بمحافظة حلب لاعادة المحطة الحرارية إلى الخدمة وفي حال عودتها سيتم الغاء برنامج التقنين الكهربائي لمحافظة حلب.
وأوضح وزير التعليم العالي الدكتور محمد يحيى معلا ان الوزارة قامت بفتح 96 مركزا للمفاضلة هذا العام تم خلالها التسجيل والقبول الجامعي لكل من أراد التقدم إلى المفاضلة كما تم فتح سقف قبول المقاعد للجامعيين إلى 21 بالمئة حيث ارتفعت نسبة القبول 11.8 بالمئة.
ولفت الوزير معلا إلى أنه تم تفويض رئيس جامعة حلب للتنسيق مع المحافظ بخصوص دوام الطلبة اضافة إلى ان السكن الجامعي بحاجة لاخلاء نصف الوحدات من الاسر المتضررة بهدف اسكان الطالبات موضحا انه تم السماح للطلاب باختيار الكليات والمعاهد ضمن الجامعات في المحافظات وان الامتحانات ستجرى لهم في الجامعات القريبة من أماكن اقامتهم بالمحافظات.
وبين وزير التربية الدكتور هزوان الوز ان الوزارة اتخذت قرارات استثنائية بخصوص الصفوف الانتقالية ولم يخسر أي طفل عامه الدراسي لهذا العام حيث تم اللجوء إلى دورات مكثفة لافتا إلى ان أسئلة شهادة التعليم الاساسي ستكون في كل محافظة على حدة.
وفي مجال برنامج تشغيل الشباب أوضح وزير التربية انه تم تأمين 2850 فرصة عمل لابناء حلب من أصل 15 الف فرصة عمل لكامل البرنامج وان هناك 70 بالمئة من حصة فرص العمل لبرنامج تشغيل الشباب من نصيب محافظة حلب والمناطق الشرقية.
وبين وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد ظافر محبك ان الوزارة تعمل على تخفيف الكثير من القيود القانونية على التجارة الخارجية وأن رجال الاعمال في حلب يستطيعون الحصول على اجازات الاستيراد من بقية المحافظات حيث يتم العمل على زيادة كميات السلع المستوردة الاساسية والضرورية للمواطن وخاصة مواد الرز والسكر والدقيق.
واستعرض الدكتور عدنان السخني وزير الصناعة الاجراءات الاسعافية التي اتخذتها الوزارة لمساعدة الصناعيين من حيث الموافقة على نقل المنشآت الصناعية داخل المحافظة أو خارجها دون أي رسوم أو طلبات وتشكيل لجنة لدراسة واقع احتياجات المدن الصناعية ووضع الاولويات لتوصيف المدن والمناطق الصناعية وبعض الصناعات ذات السمة الاستراتيجية حيث تم اتخاذ المقترحات اللازمة بهذه اللجنة.
وأشار الوزير السخني إلى أن هناك لجنة لتقدير الاضرار التي لحقت بالمنشآت الصناعية حيث يتم التنسيق مع غرف الصناعة لوضع الاولويات الخاصة بذلك.
وقال وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سعيد معذى هنيدي ان المشتقات النفطية من مازوت وبنزين وغاز متوافرة وجاهزة لامداد محافظة حلب بها لكن المشكلة الاساسية تكمن في ايصالها إلى المحافظة نتيجة الاعمال التخريبية التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة تجاه خطوط النفط والطرق العامة وسكك الحديد.
ولفت إلى أن الوزارة تعمل على تأمين 75 بالمئة من حاجة سورية من المشتقات النفطية بالوقت القريب وستكون الاولوية لحلب منها داعيا أبناء المجتمع المحلي إلى التعاون مع الوزارة والسعي لتأمين وصول الكميات المطلوبة من الغاز من محطة ضغط الغاز إلى المحطة الحرارية.
كما استعرض وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور جاسم محمد زكريا الجهود التي تبذلها الوزارة بالتعاون مع اللجنة العليا للاغاثة ومحافظة حلب لتأمين المتطلبات الاساسية للمواطنين والمساعدات الانسانية لافتا إلى أنه تم تقديم الدعم المالي إلى 40 جمعية خيرية منها 9 جمعيات في حلب حيث تم رصد مبلغ 250 مليون ليرة من الحكومة للجمعيات الخيرية.
وأوضح وزير الدولة لشؤون الهلال الاحمر جوزيف سويد أن منظمة الهلال الاحمر العربي السوري تبذل جهودا مضاعفة لتقديم المساعدات الانسانية والغذائية للمتضررين وذلك بالتشاركية مع القطاع الحكومي وسائر مكونات المجتمع الاهلي وتقديم كل ما يلزم لمراكز الايواء من المستلزمات اللوجستية والاحتياجات الحياتية المؤقتة.
وبين وزير الصحة الدكتور سعد النايف أن الوزارة تقوم بتقديم الحلول الاسعافية للاماكن المتضررة من حيث تجهيز المشافي وتأمين الادوية ودعم منظومة الاسعاف لافتا إلى أنه تم نقل كميات كبيرة من الادوية إلى حلب والمتعلقة بأمراض التلاسيميا والتهاب الكبد والسل والايدز والتهاب المفاصل و3000 فلتر مخصص لجلسات غسيل الكلى.
واستعرض محافظ حلب محمد وحيد عقاد عمل مديريات وقطاعات الصحة والكهرباء والمياه والاتصالات والشؤون الاجتماعية والعمل وابرز احتياجات الاسر المتضررة والمقترحات اللازمة لرفد هذه القطاعات بالاحتياجات الضرورية لافتا إلى الجهود الكبيرة المبذولة لتأمين احتياجات المواطنين من مواد تموينية ومشتقات نفطية والخدمات الاساسية من مياه وكهرباء وذلك في ضوء ما تتعرض له المحافظة من أعمال تخريبية على يد المجموعات الارهابية المسلحة.
وطالبت الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والاهلية بدعم صمود حلب وأهلها في مواجهة العدوان الشرس الذي تنفذه المجموعات الارهابية المسلحة والاسراع بالتخلص من هذه المجموعات وبسط الامان على جميع ارجاء المحافظة اضافة إلى العمل وباقصى سرعة على توفير الخدمات الاساسية والضرورية ومستلزمات العيش من ماء وكهرباء ودقيق وخبز ومشتقات نفطية بأنواعها.
ودعوا إلى توفير الرعاية الصحية ورفد المنشآت الصحية العاملة بالدواء والاجهزة الطبية والكوادر اللازمة وتأمين مستلزمات الانتاج الزراعي واعادة تشغيل وصيانة المديريات التي تعرضت للتخريب والاسراع بتعويض المتضررين وتفعيل عمل وزارة المصالحة الوطنية بالمحافظة مشددين على ضرورة محاسبة تجار الازمة والمتلاعبين والمتاجرين بقوت المواطنين.
حضر اللقاء هلال هلال أمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي وعماد الاصيل معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك وعدد من مديري المؤسسات والشركات العامة بحلب وقائد شرطة المحافظة