المباحثات السورية - الإيرانية تختتم أعمالها بتوقيع 7 عقود في مجال الطاقة واتفاقية خط التسهيل الائتماني .. الحلقي ورحيمي : دعم صمود سورية في مواجهة الحرب الكونية ضد محور المقاومة .. الزيارة شكلت قوة دفع لعلاقات التعاون الوثيقة بين البلدين
أكد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء ان سورية تواجه حربا كونية بمكونات عسكرية واقتصادية واعلامية تقف خلفها قوى الاستبداد والاستكبار في العالمبهدف ثني سورية عن مواقفها وثوابتها الوطنية واستهداف محور المقاومة في المنطقة.
وقال الحلقي خلال ترؤسه الوفد السوري في جلسة المباحثات الختامية التي عقدها الجانبان السوري والايراني في طهران وترأسها عن الجانب الايراني الدكتور محمد رضا رحيمي النائب الاول للرئيس الايراني ان القوى المعادية لسورية فشلت وعجزت عن تحقيق اهدافها ومشاريعها لتمضي سورية حيث يريد ابناء شعبها نحو تحقيق الامن والاستقرار وتأمين متطلبات شعبنا وقواتنا المسلحة في مواجهة قوى الاستكبار العالمي والمضي نحو الحوار والمصالحة الوطنية وبناء واعمار سورية بالاعتماد على امكانياتها الذاتية والمحلية ودعم ومساندة اصدقائها.
ونوه رئيس مجلس الوزراء بأهمية ما تحقق في هذه الزيارة التي شكلت نتائجها قوة دفع لعلاقات التعاون الوثيقة بين البلدين التي اتسمت على الدوام بقوتها وعبر عن شكر سورية للجمهورية الاسلامية في ايران على ما تقدمه من جهد لدعم الشعب السوري على صعيد مواجهة الارهاب وعملية البناء والتنمية.
من جانبه ندد رحيمي بالاعمال الارهابية التي تطول الابرياء في سورية وتقف وراءها مجموعات ارهابية مسلحة مدعومة من قوى ودول اقليمية ودولية كما ادان التفجير الارهابي الذي وقع في جامعة حلب أمس وقدم التعازي لذوي الشهداء وتمنى الشفاء للجرحى والمصابين.
وأكد رحيمي ان الجمهورية الاسلامية في ايران ستكون دائما إلى جانب سورية وستدعم صمود الشعب السوري على مختلف الصعد وفي جميع الظروف والاحوال.
وجدد رحيمي دعم بلاده للبرنامج السياسي لحل الازمة في سورية لكونه يشكل الاساس الموضوعي والمباشر لحل الازمة عبر الحوار الوطني والطرق السياسية وثقتها بانتصار الشعب السوري وقدرته على تجاوز الاوضاع الراهنة واستعادة أمنه واستقراره.
ولفت النائب الاول للرئيس الايراني إلى ما حققته علاقات التعاون الثنائي بين البلدين من تطور متنام يعكس عمق ومتانة هذه العلاقات والرغبة في تعزيزها والارتقاء بها في ميادين التعاون كافة.
وفي ختام جلسة المباحثات الختامية وقع الجانبان مجموعة اتفاقيات وعقوداً مشتركة تضمنت اتفاقية خط التسهيل الائتماني بقيمة مليار دولار بين المصرف التجاري السوري وبنك تنمية الصادرات الايرانية.
كما وقع الجانبان سبعة عقود في مجال انتقال الطاقة والمعدات الكهربائية.
وقال المهندس عماد خميس وزير الكهرباء في تصريح لمراسل سانا ان العقود تتضمن 50 مليون يورو لبناء محطة توليد للطاقة الكهربائية في الساحل السوري باستطاعة 650ميغا واط تعمل على الفيول والغاز بدارة بسيطة على أن تمول بقرض من الجانب الايراني.
واوضح وزير الكهرباء انه تم تخصيص ما يقارب 500مليون دولار لقطاع الكهرباء من القرض الذي تم تأمينه من الجانب الايراني كما تم الاتفاق على الاستثمار في طاقة الرياح من شركة ماينا الايرانية من خلال مشاريع استثمارية خاصة بالشركة.
وفيما يتعلق بتبادل الطاقة مع ايران سيقوم الجانب الايراني بالتنسيق مع العراق لانجاز مشروع نقل الكهرباء إلى سورية وتذليل العقبات امام ذلك.
وفي ختام جلسة المباحثات الختامية عقد الحلقي ورحيمي مؤتمرا صحفيا أوجزا فيه ما تم بحثه بين وفدي البلدين وموضوعات التعاون التي تمت مناقشتها والاليات التي تم الاتفاق عليها لزيادة وتطوير علاقات تعاونهما في المجالات الاقتصادية ومجالات الطاقة والصحة وغيرها من القطاعات الأخرى اضافة إلى الاتفاقيات التي تم ابرامها.
حضر جلسة المباحثات عن الجانب السوري السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود وعن الجانب الايراني وزير الاسكان وبناء المدن والطرق علي نيك زاد.
وفي سياق متصل استعرض رئيس مجلس الوزراء مع علي سعيد لو معاون رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران نتائج المباحثات التي اجراها وفدا البلدين بهدف تعميق علاقات تعاونهما المشترك بما يحقق تطلعات الشعبين الصديقين.
واكد سعيد لو التزام بلاده باستمرار تقديم دعمها للشعب السوري لتعزيز صموده وانتصاره وشدد على تسريع اجراءات ايصال هذا الدعم ولا سيما ما يخص القطاعات الاقتصادية والمالية والطاقة والمشتقات النفطية.
حضر اللقاء الوفد المرافق للدكتور الحلقي وسفير سورية في طهران وعن الجانب الايراني وزير الصناعة والتجارة الايراني.
إيران: لن ندخر جهداً لدعم سورية
في مواجهة المخطط الأميركي الغربي
من جهته أكد الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني أهمية البرنامج السياسي لحل الازمة في سورية الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد ودعم ايران له من أجل حل الازمة على أساس الحوار والطرق السياسية والديمقراطية.
وأعرب لاريجاني خلال لقائه أمس الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء الذي يزور ايران حاليا والوفد المرافق له عن التزام ايران بالوقوف إلى جانب سورية على جميع الصعد وقال ان واجبنا تقديم كل أشكال الدعم الذي يعزز صمود سورية ويساعدها على تجاوز الازمة الراهنة واستعادة أمنها واستقرارها.
من جانبه قال الدكتور الحلقي ان سورية تتعرض جراء تمسكها بثوابتها الوطنية ودعمها للمقاومة لضغوط اقتصادية وتحديات تواجه قطاع النفط والغاز والمشتقات النفطية والطاقة الكهربائية.
وأشار الحلقي إلى ما تحققه قواتنا المسلحة من انجازات في مواجهة الارهاب والمجموعات الارهابية وقال نحن نمضي في حسم معركة الارهاب وسننتصر باذن الله بتلاحم شعبنا ودعم ومساندة الاصدقاء لنا.
وعبر الحلقي عن الشكر لايران قيادة وحكومة وشعبا على مواقفها الداعمة لصمود الشعب السوري في مواجهة الارهاب والمؤامرة التي تتعرض لها سورية.
كما جرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون والصداقة التاريخية القائمة بين البلدين والشعبين والحرص المستمر على تطويرها والارتقاء بها بما يحقق المصالح والتطلعات المشتركة.
وتم في اللقاء التأكيد على ضرورة المتابعة لانجاز ما تم الاتفاق عليه في موضوعات التعاون المختلفة وعلى ضرورة اتخاذ الجهات المعنية في البلدين الاجراءات اللازمة لتذليل الصعوبات التي تعترض وصول مادة الغاز والمازوت وتأمين الاحتياجات اللازمة لسورية.
حضر اللقاء الوفد المرافق للدكتور الحلقي والسفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود.
رحيمي: أميركا والغرب وعملاؤهم
في المنطقة يدعمون الإرهاب في سورية
كما عقد الدكتور محمد رضا رحيمي النائب الاول للرئيس الايراني والدكتور وائل الحلقي لقاء ثنائيا في طهران أمس تركز على متابعة خطوات التعاون الاقتصادي واستثمار الامكانات المتوافرة لدى البلدين لتعزيز اقتصاديهما في مواجهة الحرب المفتوحة التي تستهدف الشعبين الصديقين واضعاف دور سورية وايران الذي يشكل الركيزة الاساسية لجبهة المقاومة.
وجدد الدكتور رحيمي دعم بلاده لجهود الحكومة السورية لاعادة الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب الذي يدعمه اعداء سورية في الغرب والولايات المتحدة وعملاؤهم في المنطقة.
واشار الدكتور رحيمي إلى ان بلاده لن تدخر جهدا لتوفير كل اشكال الدعم لسورية حكومة وشعبا لتعزيز صمودها في مواجهة المخطط الامريكي الغربي.
إنشاء محطة توليد بخارية وتنفيذ مزرعة ريحية وصيانة المنظومة الكهربائية
وفي اطار متصل بحث المهندس عماد خميس وزير الكهرباء مع علي ابادي مدير عام شركة مبنا الايرانية المتخصصة بانشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية في طهران سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة الكهربائية.
وتناول الجانبان في لقائهما انشاء محطات توليد جديدة ومستلزمات تسريع انجاز الاعمال المتعلقة بها ومشاريع مستقبلية في مجال توليد الطاقة الكهربائية وصيانة المنظومة الكهربائية.
وتشمل المشاريع الجديدة العمل على انشاء محطة توليد بخارية باستطاعة 600 ميغاوات وتنفيذ مزرعة ريحية باستطاعة 50 إلى 100 ميغاوات اضافة إلى بحث سبل تأمين التمويل اللازم لانجاز واستكمال الاعمال المتعلقة بمحطة توليد السويدية .
يذكر ان هذه المباحثات تأتي في اطار زيارة الوفد الحكومي السوري إلى العاصمة الايرانية برئاسة الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء لبحث سبل التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات بين البلدين.