بمشاركة الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين عقد في طهران امس اجتماع ثلاثي سوري إيراني سويسري للتنسيق بشأن المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
وناقش ممثلو الدول الثلاث طيفا واسعا من المسائل التي تهم بلدانهم وتابعوا الإجراءات العملية التي يتوجب اتخاذها في إطار التعاون المشترك لتأمين الدعم الإنساني اللازم للمواطنين السوريين الذين يواجهون ظروفا صعبة نتيجة إرهاب تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» والدمار الذي تسببت بإلحاقه التنظيمات الإرهابية بحياة المواطنين ومؤسساتهم الحكومية والخاصة والبنى التحتية السورية.
وأوضح البيان الذي صدر في نهاية الاجتماع الثلاثي أنه تمت مناقشة القضايا المتعلقة بالأزمة في سورية وخاصة موضوع التعاون الثلاثي لإرسال المساعدات الإنسانية إليها.
وأكد المقداد أن الأطراف الدولية لم تأخذ بشكل جدي التحذيرات حول ضرورة وقف الدعم الخارجي للتنظيمات الإرهابية في سورية ومنع حدوث كوارث إنسانية فيها مستنكرا في الوقت ذاته الحصار الجائر على الشعب السوري.
ورحب المقداد بدور سويسرا المحايد في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الأزمة في سورية معلنا استعداد سورية للتعاون مع الآليات المعرفة في هيكلية التعاون بين جمعية الهلال الأحمر السوري ومنظمة الصليب الأحمر الدولية وبقية المنظمات الدولية لإرسال وتوزيع المساعدات الإنسانية والطبية والعلاجية على المهجرين السوريين بعيدا عن القضايا السياسية.
وأشار المقداد إلى أن الأطراف الدولية ومنذ بداية الأزمة لم تأخد بشكل جدي التحذيرات حول ضرورة وقف الدعم الخارجي للتنظيمات الإرهابية ومنع حدوث كوارث إنسانية في سورية، قائلا إن العالم أدرك بعد أربع سنوات من الأزمة أخطاءه وخطر التنظيمات الإرهابية كـ «داعش والنصرة» وغيرها من المجموعات الإرهابية إضافة لتغيير بعض الدول الغربية لمواقفها في هذا الشأن.
واستنكر الدكتور المقداد الحصار الجائر على الشعب السوري، وقال إن بعض الأطراف تتحدث عن صعوبة الوصول إلى المناطق التي هي تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية بهدف إيصال المساعدات الإنسانية إلا أن عليهم أن يعلموا كيفية إيصال الأسلحة من الخارج إلى هذه المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون .
من جانبه أشار رئيس دائرة التعاون والتنمية الإنسانية في وزارة الخارجية السويسرية مانويل بسلر إلى الوضع المعقد والمشاكل التي تواجه إرسال المساعدات الإنسانية إلى سورية مؤكدا ضرورة أن تنسق الأطراف التي تريد إرسال المساعدات الإنسانية مع الهلال الأحمر السوري ليتم عمليا تنفيذ إرسالها وتوزيعها.
وشكر بسلر إيران على استضافتها لهذا الاجتماع ومتابعة المساعي المشتركة وقال إن الطريق الوحيد لإنهاء المأساة الإنسانية في سورية هو الحفاظ على السيادة السورية والسعي للوصول إلى حل سياسي .
بدوره أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان أهمية إيصال المساعدات الإنسانية بشكل محايد إلى متضرري ومهجري الأزمة في سورية وقال إن إيران ستسعى لوضع تجاربها العملية في إطار تعاونها مع الدولة والهلال الأحمر السوري بشأن إرسال وتوزيع المساعدات الإنسانية .
وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة يتابع بشكل جدي تطورات العملية السياسية في سورية قائلا إننا سنقدم تقريرا عن نتائج هذا الاجتماع لـ بان كي مون .
حضر الاجتماع السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود.