تابع السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي جولته في محافظة اللاذقية لليوم الثاني على التوالي، وقد ابتدأها منذ صباح يوم أمس السبت بزيارة إلى أحد المواقع المتقدمة للجيش العربي السوري على جبهة ريف اللاذقية الشمالي، حيث التقى عدداً من ضباط وصف ضباط وأفراد الجيش العربي السوري، الذين أعربوا عن إصرارهم على دحر الإرهاب،وتخليص كامل الأراضي السورية من دنسه، وأوضح في تصريح للصحفيين أنه لمس في وجوه المقاتلين الأبطال تصميماً كبيراً ومعنويات عالية تشير إلى الشجاعة والإقدام الذي يتصف به جيشنا العقائدي المغوار. كما قام الدكتور الحلقي بزيارة تفقدية إلى مشفى تشرين الجامعي التقى خلالها مع جرحى الجيش والقوات المسلحة وجرحى العملية الإرهابية التي شهدتها مدينة اللاذقية يوم الثلاثاء الماضي 10 / 11 / 2015 حيث وجّهت المجموعات الإرهابية المسلحة في ذلك اليوم صاروخين إلى مدينة اللاذقية راح ضحيتها 23 شهيداً وأكثر من 60 جريحاً، واطمأنّ الدكتور الحلقي على صحتهم وأوضاعهم، وأمَلَ لهم بالشفاء العاجل بعد أن قدّم لهم بعض المساعدات. وتابع الدكتور الحلقي جولته التفقدية للعديد من المشاريع الحيوية والتنموية والخدمية، حيث قام بتدشين مبنى فرع المرور في اللاذقية، معتبراً - في تصريحات صحفية - أنّ هذا الفرع ضروري في تأمين الخدمات للناس من حيث توفير شهادات قيادة السيارات ( السواقة ) ومتابعة عمليات تنظيم السير بشكل جيد، وقد أشاد الحلقي بالدور الكبير لرجال شرطة المرور، ولاسيما في هذه الأيام حيث يلعبون دوراً كبيراً إلى جانب مهامهم في أداء مهام قتالية إلى جانب الجيش العربي السوري ضد العصابات الإرهابية المسلحة عندما يلزم الأمر ذلك، مشيراً إلى التضحيات التي كان فرع مرور حلب قد قدّمها بهذا الشأن، وقد وصلت كلفة فرع المرور في اللاذقية إلى ( 150 ) مليون ليرة سورية، وبعد التدشين اطلع الحلقي على أقسام الفرع والخدمات التي يقدمها للمواطنين والسائقين، وخاصة من خلال وجود النافذة الواحدة، والتقانات الحديثة في الفرع وطلب السيد رئيس مجلس الوزراء في نهاية التدشين من السيد وزير الداخلية اللواء محمد الشعار - الذي حضر التدشين - تسهيل المعاملات للمواطنين، وضرورة العمل من أجل محاربة الفساد ، بعد ذلك قام الدكتور الحلقي بتدشين مشروع استبدال خط الجر الثاني من نبع السن إلى اللاذقية بقيمة إجمالية تصل إلى مليار و 953 مليون ليرة سورية، ويصل طول هذا الخط إلى 44 كم من الفونط المرن وبقطر 1000 مم وهو يمتد من بحيرة السن إلى خزان قرفيص المرتفع، حيث يتم ضخ المياه إلى هناك، لتتجه عبر هذا الخط إلى مدينة اللاذقية بالإسالة ، بعد ذلك قام الدكتور الحلقي بزيارة إلى بعض مباني جامعة تشرين التي يجري بناؤها حالياً، اطلع خلالها على مشروع توسيع كليات الهندسة الذي يهدف إلى توسيع مباني كليات الهندسة الميكانيكية والكهربائية والتي تتسع لـ 4500 طالب، وتتألف من عدة أقسام، وكذلك كلية الهندسة المدنية، وكلية الهندسة المعلوماتية التي تتسع لـ 1200 طالب وتتكون من خمسة مدرجات و16 قاعة تدريسية ومختبرات وقاعات للمطالعة، بالإضافة إلى الإكمالات العائدة لكلية طب الأسنان، بقيمة إجمالية تقدر بـ 300 مليون ليرة سورية حيث ستشمل عدد من المدرجات والقاعات الدرسية بقيمة تقديرية لهذه المشاريع تصل إلى نحو 750 مليون ليرة، وأكد الدكتور الحلقي أن قطاع التعليم العالي يحظى باهتمام ومتابعة السيد الرئيس بشار الأسد، من خلال حرصه على التوسع ببناء الجامعات في كل محافظة، وكذلك في بناء الكليات الجديدة للارتقاء بسوية التعليم العالي وتوفير الاستقرار للطلبة في كافة المحافظات، والتخفيف عنهم في التنقّل وخلق المناخ المناسب للدراسة وتنمية القدرات، مؤكداً الاهتمام بالبحث العلمي الإبداعي وربط مخرجات التعليم بسوق العمل ، ورأى الدكتور الحلقي أن جامعاتنا ستبقى مناهل للعلم والمعرفة ومصانع لبناة المستقبل في وجه الفكر التكفيري الهدّام المجرم . وقام السيد رئيس مجلس الوزراء بعد ذلك بتدشين المرحلة الثانية من سكن الشباب في مدينة اللاذقية الذي يبلغ عددها / 320 / مسكناً بقيمة تقديرية اجمالية / مليار ونصف / ليرة سورية، كما اطلع على عدد من المساكن ومدى توفر الجودة في الاكساء والبناء، وفي تصريح لوسائل الاعلام أكد الدكتور الحلقي أن قطاع الإسكان يحظى باهتمام كبير من الحكومة لما له من دور حيوي وتنموي من خلال مساهمته في توفير المسكن المناسب لأصحاب الدخل المحدود وطبقتنا العاملة ومساهمته في منع السكن العشوائي، بالإضافة الى توفيره المسكن المناسب للأجيال الشابة ضمن خطط سكنية وعمرانية ممنهجة تساهم في توفير المناخ المناسب للعمل والإبداع والاستقرار الاجتماعي والنفسي للمواطنين ومساعدتهم على توفير المسكن المناسب وبالتقسيط المريح، بالإضافة إلى إيجاد جبهات عمل للشركات الإنشائية العامة، وأكد الدكتور الحلقي أن استراتيجية الحكومة تهدف إلى تأمين المسكن المناسب لكل مواطن ضمن مخططات تنظيمية تراعي كل متطلبات بناء العمارة الحديثة وتوفر كامل الخدمات لها وتساهم في إقامة تجمعات عمرانية جديدة يتوفر فيها كامل الخدمات من مدارس ومشافي وأسواق تجارية ومسطحات خضراء وملاعب ، ثم بدأ السيد رئيس مجلس الوزراء بزيارة تفقدية للحرم المرفئي اطلع خلالها أولاً على نشاط المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري التابعة لوزارة النقل، حيث استمع من المدير العام للمؤسسة إلى شرح مفصّل حول الدورات التي تقدمها هذه المؤسسة وأجورها، والدروس النوعية التي تمنحها للمتدربين، حيث تضعهم في أجواء البحر تماماً، مع ألبسة الوقاية اللازمة، وكأنه في عمق البحر، وشرح المدير العام نبذة عن طريقة صيانة السفن عندما تُعطّل في عرض البحر، مشيراً إلى أن كل سفينة تحمل معها عدة وورشة كاملة مزودّة بكل ما يلزم من زيوت وقطع تبديل، وفي التعرض للتعطل في وسط البحر تقف السفينة وتبدأ صيانتها في مكانها، دون الحاجة للاستعانة بأية جهة أخرى ، ثم اطلع الحلقي على سير العمل في مرفأ اللاذقية ومحطة الحاويات، مشيراً إلى اهتمام الحكومة باستكمال جميع المشاريع في مرفأي اللاذقية وطرطوس من توسيع للأرصفة وتعميق المغاطس بما يسهم في ازدياد تواتر السفن ذات الحمولات الكبيرة، ولاسيما في ظل حالة التعافي ومرحلة إعادة الإعمار، وفي ختام الزيارة قام السيد رئيس مجلس الوزراء بتكريم ذوي الشهداء وجرحى الجيش والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي والمدنيين في مبنى محافظة اللاذقية، مؤكداً أن تضحيات أبناء الشعب السوري تصنع الانتصار وتحفظ وحدة الوطن واستقراره، مبيناً أن الإرهاب لن يثني السوريين عن استكمال حياتهم وعلمهم وعملهم وبناء بلدهم والانطلاق بمرحلة إعادة إعماره. وقال الحلقي : ستبقى جبال اللاذقية شامخة شموخ قاسيون وجبل الشيخ وجبل العرب الأشم وسنهزم كل الغزاة والإرهابيين ، إلى ذلك رافق السيد رئيس مجلس الوزراء في جولته كل من: نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية المهندس عمر غلاونجي ووزراء الداخلية والتعليم العالي والنقل والصناعة والإسكان والتنمية العمرانية والموارد المائية ومحافظ اللاذقية وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من أعضاء مجلس الشعب عن المحافظة عدد من المديرين العامين وبعض مديري الدوائر الرسمية المعتية في اللاذقية .