تعتبر بلدة عتمان الخاصرة الشمالية لمدينة درعا من أول البلدات التي عادت لحضن الوطن بالمحافظة، وبعد عودة الأهالي الذين هجرتهم العصابات الإرهابية المسلحة بدأت عمليات إعادة الإعمار وترحيل الأنقاض وتأهيل ما تم تدميره،
حيث تسير بخطوات سريعة عن طريق العمل التشاركي الأهلي ومجلس البلدة والجهات الخدمية المعنية وتم خلال أسابيع قليلة إنجاز الكثير من الأعمال والمشاريع الخدمية الإسعافية ذات الضرورة الملحة للمواطنين.
تنسيق أهلي مثمر
رئيس بلدية عتمان فيصل عللوه ورئيس لجنة المصالحة في البلدة محمد الحاري كانا من أول العائدين للبلدة بعد عودتها لحضن الوطن وتحريرها من الإرهاب على يد أبطال الجيش العربي السوري حيث تم بالتعاون مع الأهالي ومن خلال التشاركية العمل بشكل سريع لإعادة الإعمار وتوفير الخدمات للسكان العائدين حيث كانت البنى التحتية والأبنية فيها شبه مدمرة بشكل كامل وخالية تماماً من السكان منذ عام 2014 بسبب اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة على الأهالي.
بلدة صناعية متميزةوبهذا الصدد يقول رئيس بلدية عتمان فيصل عللوه إن البلدة تعتبر من البلدات الزراعية والحرفية النشيطة في المحافظة حيث يعمل أهالي البلدة بالزراعة والتجارة ومعامل صناعة البلوك والرخام ويتجاوز عدد معامل البلوك فيها 200 معمل ونحو 9 منشآت حديثة لقص الرخام ومعظمها عاد للعمل بشكل تدريجي رغم تضررها بشكل كبير جراء اعتداءات الإرهابيين عليها منوهاً أن عدد سكان البلدة يصل إلى 18 ألف نسمة وفيها سبع مدارس منها واحدة للتعليم الإعدادي ولا يوجد فيها ثانويةوعن الجانب الخدمي وإعادة الإعمار أكد رئيس البلدية أن التوجه منذ عودة الأهالي كان منصباً على جانب إعادة الإعمار من خلال العمل التشاركي الأهلي وهذا الأمر كان له الأثر الإيجابي الكبير في عودة النشاط الخدمي والحرفي والتجاري وسوق الإنتاج الحرفي وخاصة في مجال مواد البناء والرخام والبلوك مشيراً إلى أن الشيء اللافت في عتمان أنها كانت من أول البلدات التي بدأ العمل فيها من خلال النهج التشاركي الأهلي في إعادة الإعمار حيث تم ترحيل نحو 1700 متر مكعب من الأنقاض والاتربة وركام المنازل بالتعاقد مع شركة الطرق والجسور وهناك عقد آخر مع الشركة لإعادة تأهيل الطرقات بقيمة 12 مليون ليرة، كما تم إعادة تأهيل أجزاء كبيرة من شبكات المياه والكهرباء وزرع الأعمدة الكهربائية وفتح الطرقات الرئيسية والفرعية بالتشاركية وبمساهمة من الأهاليةوأضاف: إن هناك عقداً يجري الإعلان عنه حالياً لترحيل أنقاض وترميم بعض الطرقات وترميم مبنى البلدية بقيمة 25 مليون ليرة. وأشار محمد الحاري رئيس لجنة المصالحة وأحد المساهمين بالعمل التشاركي الأهلي أنه وبعد عودة الأهالي للبلدة بعد تحريرها من الإرهاب تم ترحيل أكثر من 30 ألف متر مكعب من الأنقاض في البلدة بالعمل التطوعي والمشاركة الأهلية وجرى بالتعاون مع وحدات من الجيش العربي السوري ومؤسسة المياه والهلال الأحمر العربي السوري لتأمين مياه الشرب بشكل سريع وإسعافي للأهالي العائدين عن طريق تجهيز وتشغيل بئر خاص وتركيب خزان مياه كبير وتأمين مياه الشرب بواسطة الصهاريج بشكل إسعافي ومجاني للسكان ريثما يتم إعادة تأهيل الشبكة وربطها مع خط التغذية الرئيسي بشكل كامل. منوهاً أنهتم بالتعاون مع شركة الكهرباء ومن خلال العمل الشعبي التشاركي تم تأمين المواد الأساسية من الشركة وقام الأهالي بحفر الجور وتركيب الأعمدة وصب القواعد البيتونية لها ومساعدة الورشات بتركيب الشبكة حيث تم إعادة تأهيل ما بين 40-50 % من الشبكة حالياً مؤكدا انه ثمة حاجة حالياً لأمراس الألمنيوم والعوازل بشكل إسعافي حيث قدرت شركة الكهرباء أضرار الشبكة الكهربائية بالبلدة بنحو 300 مليون ليرة. وأردف الحاري أنه تم تأمين ثلاث محولات كهربائية بالعمل التشاركي مع الشركة وتم إصلاحها على ووضعها بالخدمة، أما في جانب المدارس فهناك أضرار كبيرة لحقت بها جراء الاعتداءات الإرهابية وقد تم إجراء تراميم خفيفة إسعافيه لثلاث مدارس من خلال أحد المقاولين ريثما يتم صرف المبالغ له من التربية وهي غير كافية لأن هناك سبع مدارس متضررة بشكل كبير. وأوضح رئيس لجنة المصالحة أن الدكتور حسن محمد الحاري من أهالي البلدة قام بالتبرع بنحو ثلاثة ملايين ليرة لإجراء ترميم لإحدى المدارس على حسابه الخاص مؤكداً أن العمل التشاركي الأهلي شمل إعادة تأهيل شبكة مياه الشرب والكهرباء وتقديم آليات من سيارات وتركسات وبواكر ومواد بناء حيث يجري العمل حالياً على إعادة تأهيل شبكة الهاتف بالتعاون مع شركة الاتصالات مضيفاً أنه لم يتم تقديم أي خطة إغاثية شاملة للبلدة حتى تاريخه وأن الحاجة ماسة للدعم الإغاثي. ،أما مختار عتمان قاسم محمد المصري فقد أشاد بجهود الجهات المعنية والمحافظة والأهالي بالمشاركة في أعمال إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية بالعمل التشاركي الذي يعتبر أنموذجاً يحتذى به على مستوى القطر مشيراً إلى أن أهالي عتمان يتابعون عمليات الإعمار بكل ثقة ومحبة بالتشاركية مع الجهات المعنية بالمحافظة. وبدوره أكد رزق محاميد عضو لجنة المصالحة في البلدة أن التعاون والتشارك كان له الدور الكبير في نجاح أعمال تأهيل البنى التحتية وعودة الحياة الاجتماعية والحرفية والاقتصادية وحركة البناء للانتعاش لأن أهالي عتمان محبون للعمل والإنتاج وفيها أكبر عدد من معامل إنتاج البلوك وحوازيز الرخام الحديثة في المحافظة.