لطالما أكدت الحكومة السورية أن الإرهاب هو المسؤول عن تردي الأوضاع الإنسانية في سورية وأنها تعمل لحماية المدنيين الأبرياء وممتلكاتهم من أخطاره، ويشدد المسؤولون السوريون في كل لقاءاتهم مع المنظمات الأممية المعنية بالشؤون الإنسانية على عدم تسييس الملف الإنساني وضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين الحكومة السورية والأمم المتحدة بما يؤدي إلى الاستجابة الفاعلة لاحتياجات المتضررين من الأزمة ويسهل إيصال المساعدات لمستحقيها من داخل سورية إلا أن البعض في المجتمع الدولي وفي كل مرة يعمل على إغفال العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب التي تفرضها بعض الدول على الشعب السوري رغم نداءات الحكومة السورية المستمرة بضرورة قيام الأمم المتحدة ببذل جهودها لإلغاء هذه الإجراءات التي تتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي .
أغلب الزيارات التي قامت بها المنظمات الأممية المعنية بالشؤون الإنسانية إلى سورية كانت بهدف الوصول إلى استنتاجات مبنية على الحقائق والوقائع لوضع رؤية واقعية لاحتياجات الحكومة السورية وجهودها في الاستجابة لاحتياجات الشعب السوري بحسب هذه المنظمات، مع العلم أن الحكومة السورية ملتزمة بواجباتها تجاه مواطنيها على كامل الأراضي السورية حتى في الأماكن التي تتواجد فيها التنظيمات الإرهابية، وفي هذا الإطار وزعت جمعية المبرات الخيرية بالقنيطرة خلال الأسبوع الماضي 2281 سلة غذائية و1140 كيس طحين على الأسر والعائلات المهجرة والمتضررة بفعل الإرهاب من أبناء الجولان والقنيطرة القاطنين في تجمعات النازحين بدمشق وريفها عضو مجلس إدارة الجمعية هشام محمد اوضح أن الجمعية تعمل بالتعاون مع لجنة الإغاثة الفرعية بالقنيطرة على تقديم المعونة الاجتماعية للأسر المهجرة بموجب دفتر العائلة ولصاقة تعريف خاصة بالجمعية تتضمن اسم العائلة ورقم الاستمارة وتاريخ استلام المعونة لتحقيق مبدأ العدالة في التوزيع وتوزع الجمعية شهرياً نحو 6 آلاف سلة غذائية يستفيد منها جميع النازحين في تجمعات دمشق وريفها والبالغ عددهم نحو 15300 أسرة مهجرة ومتضررة جراء الإرهاب إضافة إلى أسر الشهداء وفي إطار تعاون الحكومة السورية مع المنظمات الدولية المعنية في الشأن الإنساني فقد زار وفد إعلامي من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس مركز الإقامة المؤقتة بالمدينة الرياضية في اللاذقية واطلع على واقع الحياة اليومية للوافدين المقيمين وطبيعة الخدمات المقدمة لهم وقالت مديرة قسم الفيديو بالمفوضية إن هدف الزيارة «رصد حالات النزوح الداخلي في سورية نتيجة الحرب واحتياجات النازحين وأوضاعهم المعيشية وإعداد فيلم وثائقي عن ذلك لعرضه على الجمهور العالمي من خلال قنوات المفوضية فضلا عن عرضه في مؤتمر الدول المانحة في مدريد» من جهته بين فراس الخطيب المسؤول الإعلامي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدمشق في تصريح مماثل أن الهدف من إعداد فيلم وثائقي عكس الصورة الحقيقية عن تفاصيل المعاناة اليومية للنازحين وإحداث تأثير على أصحاب القرار والرأي العام العالمي والحصول على دعم لإنهاء هذه المعاناة وأوضح الخطيب أن «الفيلم الوثائقي القصير الذي تم إعداده عن النازحين العائدين إلى بيوتهم في حمص القديمة والصعوبات التي تواجههم لإعادة إعمار منازلهم قد لاقى استحسان واستقطاب جمهور واسع والكثير من المحطات الإعلامية العالمية» معرباً عن أمله بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة في سورية التي نتج عنها أعداد كبيرة من النازحين في الداخل ليتمكنوا من استئناف حياتهم الطبيعية من جديد.