اجرت جريدة الوطن مقابلة مع مدير برنامج الغذاء العالمي في سورية يعقوب كيرن وفيما يلي نصها.
أدت الأزمة التي تتعرض لها البلاد منذ خمس سنوات إلى تعرف السوريين إلى برامج معونة عالمية لم يكونوا محتاجين إليها حيث بات الآلاف من السوريين ينتظرون سلل المعونة الغذائية المقدمة في مراكز الإيواء أو على أبواب الجمعيات الخيرية ومراكز الهلال الأحمر. وبالرغم من الدور الطيب لهذه المؤسسات الإنسانية إلا أنها لم ولن تستطع جميعها بلسمة جراح المواطن السوري جريدة الوطن تحاور اليوم مدير برنامج الغذاء العالمي في سورية يعقوب كيرن وتطرح عليه بعض الأسئلة حول عمل البرنامج من جميع جوانبه.
ما دور برنامج الغذاء العالمي في سورية؟
يوفر البرنامج المساعدات الغذائية لأربعة ملايين ومئتين وخمسين ألف مستفيد شهرياً في إطار المساعدات الإنسانية.
ما هذه المساعدات التي يقدمها البرنامج في سورية؟
بدأ برنامج الغذاء العالمي عمله في سورية منذ عام 1964 بناء على دعوة الحكومة السورية آنذاك وقد تعددت برامجه منذ ذلك الحين حيث عمل في دعم مشروع الحزام الأخضر وفي مشاريع التغذية المدرسية وتدخل في المساعدة خلال أزمة اللاجئين العراقيين إلى جانب الحكومة السورية عام 2003. وعندما بدأت الأزمة في سورية 2011 بدأ البرنامج عمله بشكل بسيط وبكميات قليلة من المساعدات وتزايدت حتى وصلت إلى 4 ملايين وربع المليون مستفيد شهريا في الوقت الحاضر تغطي جميع المحافظات السورية باستثناء محافظتي الرقة ودير الزور لأن تنظيم داعش لا يسمح للمنظمة في الدخول إلى هناك ولا لشركاء البرنامج في العمل في هاتين المحافظتين. ولدينا الآن أيضاً مشروع الحوامل والمرضعات الذي يقدم قسائم شرائية للحوامل والمرضعات في محافظتي حمص واللاذقية فقط ويشمل المشروع 7 آلاف حامل ومرضع يستلمن قسائم شراء شهرية بقيمة (7300ل. س) شهريا يتم من خلالها الشراء من المولات المعتمدة إضافة إلى السلل الغذائية والهدف، من مشروع دعم الحوامل والمرضعات هو تكملة للحصة الغذائية التي تستلمها هذه العائلات، وكذلك نستمر في برنامج التغذية المدرسية الذي أصبحنا نمتلك خبرة واسعة فيه ويتم بالتعاون مع وزارة التربية ويقدم الخدمة إلى 375 ألف تلميذ في عدد من المحافظات السورية، حيث يقدم المعمول المحشو بالتمر والمدعم بالعناصر الغذائية لتعويض الأطفال عن النقص الحاصل في الغذاء. كما يقدم البرنامج المواد الغذائية للأطفال بين عمر 6 أشهر و5 سنوات وهو عبارة عن زبدة الفستق التي تعوض الأطفال عن الاحتياج الغذائي اللازم من المعادن والفيتامينات اللازمة لأجسادهم.
إلا تعتقد أن هناك جهلاً من الناس بما تقدمونه من برامج ولماذا هذا التقصير؟
ربما الكثير من الناس لا يعرفون أننا ندعم مشروع الخبز في حلب من خلال 9 مخابز في الجزء الواقع في المنطقة الآمنة حيث نقدم لهذه المخابز الطحين والخميرة وتكاليف الإنتاج بشكل كامل ومجاني ويوزع الخبز المنتج في هذه المخابز على 40 ألف أسرة يومياً وبشكل مجاني يومياً ويتم توزيع الخبز من الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية في حلب.ونحن نتفهم عدم علم الكثير من السوريين بالخدمات التي يقدمها البرنامج لأننا لا نقوم بتقديم الخدمات بشكل مباشر إنما يتم ذلك من خلال شركاء في كل بلد وفي سورية لدينا شركاء يقومون بتوزيع المساعدات التي يقدمها البرنامج وهم الهلال الأحمر بشكل رئيسي والجمعيات الخيرية حيث يقوم الهلال الأحمر بتوزيع 50% من المساعدات التي نقدمها وباقي الشركاء يوزعون 50% ونحن نتفهم أن البعض يعتقد أن هذه المساعدات مقدمة من الهلال أو الجمعيات لكن لو سألتم الهلال أو الجمعيات لقالوا لكم إنها مقدمة من برنامج الغذاء العالمي.
سمعنا عن وجود مواد وزعت في بعض المناطق وكانت فاسدة. مُنْ وراء ذلك؟
عندما تكون خطتك السنوية نصف مليون طن من المواد الغذائية لابد أن تحصل بعض الأمور السلبية البسيطة جداً إن كان في تعبئة هذه المواد أو تخزينها أو نوعيتها وتوزيعها ونحن نأخذ أي قضية على محمل الجد ولكنها لا تحصل بشكل كبير وهي حالات نادرة لأن كل المواد التي توزع تدخل سورية من خلال المعابر الحكومية وهي خاضعة لمراقبة الحكومة. وما تتحدث عنه بخصوص البسكويت الذي تم توزيعه في مضايا واللاذقية لا علاقة للبرنامج فيه لأن هذه الإعانة مقدمة من اليونيسيف وبكل الأحوال نحن نحقق في أي قضية وفي حال ثبوت ذلك يتم سحب المادة والتحقيق بالموضوع بشكل جدي ومحاسبة المقصرين بعملهم.
لماذا لا يتم شراء مواد المساعدات من أسواق الداخل لدعم الإنتاج السوري؟
لا يمكن أن نستجر كميات كبيرة من الأسواق لأن ذلك يؤثر في استقرار الأسواق التي تعاني من عدم استقرار ونحن مثلاً نحتاج شهرياً إلى 8500 طن من الأرز ولا يستطيع أي تاجر أن يوفرها لنا. الآن اتفقنا مع الحكومة السورية على القيام بعملية مسح للمعامل السورية القائمة في سورية لنتعرف على ما يتوافر فيها والقدرة على توفير احتياجات البرنامج من المواد الغذائية.
هناك من يسأل لماذا تختلف محتويات السلة المقدمة من قبلكم عن السلة المقدمة من منظمة الأونروا.؟
الحقيقة نحن نعلم بذلك والسلة المقدمة من الأونروا والصليب الأحمر هي أغلى بكثير من السلة المقدمة من برنامج الغذاء العالمي وهم يقدمونها بمحتوى أفضل وأغلى لأن لديهم مستفيدين أقل بكثير من المستهدفين من برنامج الغذاء العالمي كما أن ميزانيتهم المالية المخصصة للغذاء هي أقل بكثير من ميزانية برنامج الغذاء العالمي لأننا نستهدف شهرياً أربعة ملايين وربع مليون مستفيد والأنروا تستهدف عشرات الآلاف من المستفيدين شهرياً في حين يستهدف الصليب الأحمر نحو 800 ألف مستفيد شهرياً. والبرنامج حصل على نصف ما طلبه من تمويل خلال عام 2015 ومع ذلك حافظ على عدد المستفيدين من المعونة الغذائية.
يقال في المثل ( أن تعلمني الصيد وتشتري لي سنارة أفضل من أن تعطيني سمكة) لماذا لا يتم تبديل قيمة المعونة الغذائية إلى توفير مشاريع تأمين سبل العيش..؟
أشكرك لهذا السؤال المهم جداً وهو التحدي الأكبر للبرنامج في هذه الفترة وأتمنى أن نتحول وبأسرع وقت ممكن من المساعدات الغذائية إلى مشاريع سبل العيش التي يعمل فيها البرنامج في مختلف دول العالم وعندما كلفت بمهمتي طلب مني العمل على التحول بأسرع وقت ممكن إلى مشاريع سبل العيش.