عملية التنمية تعتمد على تمكين الفرد من تفعيل قدراته وطاقاته الكامنة ليتجاوز المعوقات الحياتية كافة وعلى رأسها الاقتصادية، بما يجعله قادرا على تأمين احتياجاته الأساسية ومساهما في الوقت نفسه ببناء المجتمع وتنميته ،من هنا تأتي أهمية البرامج التنموية ومنها برنامج مشروعي الذي أطلق مؤخرا على الخارطة السورية ليكون داعما للتمكين الاقتصادي للأفراد ،حسب احتياجات ومتطلبات كل منطقة ،للوصول إلى النمو المتوازن للمجتمع السوري.
مشروعي يستهدف التجمعات السكنية الأشد فقرا مع إعطاء الأولوية للفئات المتضررة نتيجة الأحداث وتحديدا المرأة المعيلة لأسرتها وذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الشهداء والجرحى والمخطوفين ،والطلاب الراغبين في متابعة التحصيل العلمي بعد إتمامهم المرحلة الثانوية بالإضافة إلى أصحاب الدخول المنخفضة.
وقد استطاع قبل الانطلاقة تحقيق تجارب ناجحة في معظم المحافظات السورية ومنها قصة الشاب طلال اسماعيل من حماة منطقة مصياف قرية الصفصافية الذي تعرض للاختطاف والتعذيب مما ألحق الأذى والعجز لرجليه وأصبح يمشي مستخدما عكازات ،زاد من سوء الحال استشهاد أخويه أثناء تأديتهم الواجب الوطني في الدفاع عن الوطن في مورك وريف دمشق وتوفي الوالد حزنا على ما ألم بالعائلة من مصاب ،فوجد نفسه معيلا لثلاث أسر، عائلته وعائلتي أخويه الشهيدين.
تقدم طلال للحصول على مبلغ 20 ألف ليرة سورية من مشروعي ليتمكن من تصليح البيك آب التي تملكها العائلة ليتمكن من العمل عليها على نقل البضائع من القرية إلى القرى والمدن المجاورة ،ساعده عمله على تأمين دخل لا يقل عن 3000 ليرة يوميا ،وبذلك ساهمت الاستجابة السريعة لبرنامج مشروعي والمرونة في الحصول على القرض البسيط لإصلاح البيك آب في إنقاذ ثلاث عائلات من العوز والحاجة .
والحالة الثانية لقصص النجاح في مشروعي قصة محمد محفوض من محافظة طرطوس منطقة بانياس قرية مصيات الذي يعاني من شلل باليد اليسرى وتحدى الإعاقة واستفاد من قرض من برنامج مشروعي لشراء الماعز والأغنام وعمل على تربيتها والعناية بها في ظروف قاسية من البرد الشديد في الشتاء ولايزال يتوسع في مشروعه الذي استطاع أن يؤمن مصدر دخل له ولأسرته وقام بتخديم القرية الفقيرة الموارد بمنتجات الأجبان والألبان.
والحالة الثالثة من محافظة السويداء للسيدة هند النجم والدة الشهيد قصي منصور قيسية ،والتي تعيل أسرتها عن طريق المهنة الوحيدة التي تجيدها وهي صناعة الخبز العربي ،تم استهدافها بقرض تنموي من قبل صندوق التمويل الخاص ببرنامج مشروعي في قرية الغارية بقيمة 110 آلاف ليرة سورية وذلك لشراء عجانة للخبز ومولدة كهرباء وبعض القمح ،وقد فتح لها ذلك المشروع آفاقا واسعة ،علما أن عمرها 64 عاما.
وقصة النجاح الرابعة هي من محافظة الحسكة قرية تل فويضات ،لمجموعة من الأشخاص قاموا بزراعة 2 دونم للموسم الصيفي ،وتقاسموا البذار فيما بينهم وعند القطاف يتقاسمون الحصص وكان للمشروع الفضل بتلبية حاجات كل أسرة منهم .
واخيرا الشاب طلال الصالح من قرية حورات عمورين منطقة الغاب حصل على قرض لمشروع تنموي من برنامج مشروعي بقيمة 50 ألف ليرة سورية وعمل على فتح محل كومجي وإصلاح دراجات نارية ،حيث تبلغ إنتاجية المشروع اليومية 1000 ليرة سورية ،ساهمت بإعالة أسرته وخاصة أن والده من ذوي الاحتياجات الخاصة.
