قام السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس في أولى جولاته صباح أمس الخميس بوضع حجر الأساس للمنطقة الحرفية في القرداحة، والتي تُقدّر كلفتها بمبلغ ( 500 ) مليون ليرة سورية، وتصل مساحتها إلى 30 دونما وتتسع لـ 129 مقسما بمختلف المساحات ومعصرتي زيتون ومحطة معالجة مياه وغيرها من الخدمات الأساسية، فهي مخصصة لاستيعاب منشآت الصناعات الحرفية في المنطقة، وكانت محافظة اللاذقية قد سعت باهتمامٍ بالغ إلى إنجاز إجراءاتها وإزالة مختلف العراقيل التي تعيق إقامتها، وقد أشار المهندس خميس إلى ضرورة المباشرة السريعة بإنجازها. بعد ذلك تفقد السيد رئيس مجلس الوزراء عدداً من القطاعات الإنتاجية، وأقرَّ تخصيص ( 700 ) مليون ليرة سورية لإقامة مصنعٍ للألبان والأجبان في محطة أبقار فديو، وهي محطة تابعة لوزارة الزراعة، وبذلك يكون هذا المصنع المرتقب قد خرج من عنق الزجاجة ليخطّ طريقه إلى التنفيذ بعد أن كاد اليأس يقتل الأمل من إقامته، لاسيما وأن وزارة الزراعة كانت أنجزت دراسة جدواه الفنية والاقتصادية منذ نحو سبع سنوات، ويكتسب هذا المصنع ميزة بالغة الأهمية، حيث أنّ إقامته ضمن محطة الأبقار يُشكّل قيمة مضافة لإنتاج المحطة، كما يخفّض من تكاليف إنتاجه لأنّ مادته الأولية الأساسية ( الحليب ) تنتج إلى جواره، ومن هنا تأتي أهمية القرار الآخر الذي اتّخذه السيد رئيس مجلس الوزراء بإعادة تأهيل وتطوير المحطة وتخصيص مبلغ آخر بقيمة ( 265 ) مليون ليرة سورية لهذه الغاية، وهذا ما يمنحها المجال الأكبر لتزويد مصنع الألبان المزمع إقامته باحتياجاته من المادّة الأولية . واطلع رئيس مجلس الوزراء على احدى منشآت توضيب وفرز الحمضيات التابعة للقطاع الخاص وآلية العمل فيها.. وأكد ضرورة التوسع في انشاء مراكز توضيب حديثة تستطيع أن تستوعب الجزء الاكبر من انتاج الساحل من الحمضيات لتوضيبها واعدادها للتصدير. كما اطلع على الية العمل في تجمع مراكز الهناديلانتاج غراس الاشجار المثمرة والحراجية.. واستمع من المهندسين العاملين في التجمع إلى شرح حول انواع الغراس المنتجة فيه ومراحل انتاجها واصنافها والطرائق الجديدة في ادخال اصناف جديدة كالصبار الاملس الذي يستخدم في الاعلاف إلى جانب انتاج حمضيات تتناسب مع المتطلبات التصديرية ومقاومة للامراض المعروفة في المنطقة الساحلية وتوزيعها على المزارعين وتبلغ مساحة التجمع الاجمالية نحو 800 دونم وينتج سنويا نحو 1.1 مليون غرسة متنوعة بين حمضيات وزيتون وغراس حراجية. وتابع السيد رئيس مجلس الوزراء يومه العملي والمميز في محافظة اللاذقية بزيارة مشتل الهنادي حيث تفقد أوضاعه وأوضاع العاملين فيه، واطلع على غراس الزيتون والحمضيات وغيرها، كما توجّه وصحبه إلى جبل العرين في منطقة القرداحة والذي شهد أعتى الحرائق وأشدّها، التي كانت قد شهدتها الأرياف في تلك المنطقة، حيث اطّلع على الموقع وشارك شخصياً في إعادة تشجيره مع وزراء الداخلية والإدارة المحلية والزراعة والسياحة والتجارة الداخلية ومحافظ اللاذقية وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي، إلى جانب جرحى الجيش العربي السوري في إطار اطلاق حملة تشجير وإعادة تأهيل الغابات المحروقة بريف المحافظة التي بدأت من جبل العرين. ورأى رئيس الحكومة أن المشاركة إلى جانب جرحى الجيش الذين ضحوا بأجزاء من أجسامهم لتبقي سورية في هذه الحملة تدل على إرادة الحياة لدى جميع السوريين ورغبتهم ببناء مستقبل أفضل لسورية، فالسوريون عازمون على إعادة بناء ما دمرته التنظيمات الإرهابية. في هذه الأثناء عبّر الجرحى عن فخرهم بالتضحيات التي قدموها للدفاع عن سورية معتبرين أن دورهم في زراعة الأرض المتضررة بالحرائق يكمل دورهم على الجبهات في مواجهة الإرهاب.
والتقى المهندس خميس مع مجلس مدينة القرداحة، استمع خلاله إلى العديد من المطالب، حيث نوقش وضع الحمضيات وضرورة إقامة سدّات مائية صغيرة، وإقامة قرى سياحية جبلية، ودعم الثروة الحيوانية والزراعات العطرية، وشق وتعبيد الطرق الزراعية، وتشجيع زراعة التبغ، وضرورة تزويد البلدية بسيارات قمامة ضاغطة، وآليات . وأثناء الاجتماع تحدّث عضو مجلس الشعب المهندس عمار الأسد مشيراً إلى أنّ القرداحة بلدة فقيرة، وتحتاج إلى الكثير من المشاريع، وكل ما يمكن أن تقدّمه الحكومة للقرداحة يكون أمراً جيداً، فالقرداحة قدمت قوافل من الشهداء دفاعاً عن الوطن، وتعرّضت منذ أيام لكوارث حقيقية ناجمة عن الحرائق التي وقعت على غاباتها وأملاك ناسها . السيد رئيس مجلس الوزراء وعد بتحقيق كل ما أمكن من تلك المطالب، وكان قبل ذلك قد اتخذ قراراتٍ من شأنها تسهيل إجراءات تصدير الحمضيات خارج الحدود السورية وتسويقها بين المحافظات، حيث أقرّ إلغاء جميع عمليات ترفيق الحمضيات لتصبح بعد ذلك مجانية اضافة الى تصفير جميع الرسوم الجمركية في المراكز الحدودية لتصبح أيضا مجانية وذلك بهدف تخفيف الأعباء عن الفلاحين. بعد ذلك قام المهندس خميس بتكريم العديد من أبناء وذوي الشهداء من منطقة القرداحة، وذلك في مطعم الريم، حيث وزّع لهم مبالغ نقدية وسلل غذائية، وحقيبة تضم كنزة ومجموعة قرطاسية ومظلة، وقد قام رئيس الحكومة بالتجوال على جميع الطاولات في المطعم، واستمع لمطالب ذوي الشهداء وأبنائهم ووعدهم خيراً بتنفيذ المطالب، ناقلاً لهم تحية ومحبة السيد الرئيس بشار الأسد . ثم قام السيد رئيس مجلس الوزراء بزيارة مشروع كلية طب الأسنان في جامعة تشرين، وتدشين وحدة للسكن الجامعي، مخصصة لمركز المتميزين، ليتجه بعدها لزيارة جرحى الجيش في مشفى تشرين الجامعي، خاتماً يومه الحافل والمليء بلقاءٍ مع أعضاء غرفة تجارة وصناعة اللاذقية والعديد من رجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية، وقال رئيس الحكومة أنه يجتمع بهم للاستماع إلى مطالبهم ومعوقات عملهم من أجل تذليلها، وحثّهم غلى تشجيع السياحة ودعم الريف بالمشاريع السياحية والتنموية، وقد استمع منهم إلى بعض المعوقات والمطالب كان أبرزها تخفيض الضريبة، وتدقيق ماركات بعض المواد الغذائية التي تدخل البلاد. بدوره اكد وزير الادارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف ضرورة اعادة النظر بالاستثمارات البلدية والبحث عن افق جديدة بالقضايا التنموية مشيرا إلى استجابة الحكومة الفورية لمطالب اهالي المنطقة في احداث منطقة حرفية ومركز خدمات للمواطنين. من جهته ابدى وزير السياحة المهندس بشر اليازجي استعداد الوزارة للتعاون مع الاهالي والبلديات في مجال الاستثمار السياحي ودعمهم لخلق مشاريع سياحية بالاستفادة من المقومات المتوافرة سياحيا في المحافظة.
حضر الاجتماع وزيرا الداخلية اللواء محمد الشعار والتجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي ومحافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم وامين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور محمد شريتح وعدد من اعضاء مجلس الشعب عن المحافظة ومديرو عدد من الجهات والمؤسسات العامة.
وفي ختام جولته بريف القرداحة التقى المهندس خميس عددا من اسر الشهداء وذويهم في مطعم الريم بريف القرداحة وتناول معهم الغداء واستمع منهم إلى اوضاعهم ومطالبهم حيث اكد ان الدولة تولي الاهتمام بجميع متطلبات اسر الشهداء الذين ضحوا باغلى ما يملكون لحماية سورية وصون وحدتها..وقال: اتينا لنستمد منكم القوة والصمود وتضحيات الشهداء ستبقى نقطة مضيئة في تاريخ سورية ومستقبلها حيث انها السبب في صنع ملامح الانتصار الذي بات قريبا.
حضر مأدبة الغداء مع اسر الشهداء وزراء الداخلية والادارة المحلية والبيئة والزراعة والاصلاح الزراعي والسياحة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والتعليم العالي ومحافظ اللاذقية وامين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي.
وفي تصريح للصحفيين خلال الجولة اشار الوزير القادري إلى ان الوزارة تحرص على زيادة الرقعة الخضراء وتعمل على وضع مشروع قانون حراجي جديد يتضمن تشديدا بالعقوبات للمخالفين وافراد فصل خاص حول العلاقة بين السكان والغابة لجهة الحماية والرعاية والاستفادة من مخلفاتها مبينا ان الوزارة ستركز في خطتها على تحريج كامل المساحات المحروقة في اللاذقية وغيرها من المحافظات.
واوضح ان الوزارة لديها رؤية لتطوير مشاتل انتاج الغراس المثمرة والحراجية كما ونوعا وتوزيعها على الفلاحين وادخال نوعيات جديدة كالصبار العلفي الاملس ليكون احد المصادر العلفية الاضافية إلى جانب تطوير العمل في مؤسسة الابقار واستيراد بكاكير عالية الانتاج وتوزيعها على الفلاحين.
بدوره لفت الوزير مخلوف إلى ان اقامة منطقة حرفية بمدينة القرداحة تأتي في اطار اهتمام الحكومة بالمشاريع التنموية ومجالس الوحدات الادارية حيث ستسهم هذه المنطقة الحرفية في توفير فرص العمل ولا سيما لاسر الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري وتحسين الواقع الخدمي في المدينة.
وفي مدينة اللاذقية زار رئيس مجلس الوزراء مساء أمس جرحى الجيش العربي السوري في مشفى تشرين الجامعي واطمأن على صحتهم والخدمات العلاجية والصحية المقدمة لهم مثمنا تضحياتهم ومجددا تأكيده ان سورية تمضي نحو تحقيق الانتصار بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري.
