تابع المؤتمر البيئي البحثي الرابع مناقشاته لليوم الثالث بالتركيز على ضرورة تطوير كفاءة محطات المعالجة في المنطقة الساحلية وإزالة الفوسفور وتقدير الانجراف المائي في منطقة الشيخ بدر بمحافظة طرطوس باستخدام النمذجة الرياضية ودراسة تأثير استخدام مياه الصرف الصحي لأغراض الري على نوعية المياه الجوفية في منطقة الزبداني.
وأشار المشاركون في المؤتمر الذي يقام على مدرج جامعة دمشق تحت عنوان “الاستثمارات البيئية في سورية خلال مرحلة إعادة الإعمار” إلى أهمية استخدام المحاكاة والنمذجة في إعادة تأهيل محطات معالجة الصرف الصحي وتقنية التحليل النووي وتحليل التلوث العنصري للهواء في دمشق موضحين دور أوراق بعض الأشجار في احتجاز الرذاذ البحري وبعض الملوثات ذات المصدر البشري على الساحل .
الدكتور قاسم صالح من محافظة دمشق أكد في بحثه أن مياه الصرف الصحي سواء كانت منزلية أو صناعية تتسبب في العديد من المشكلات البيئية الخطيرة التي تؤثر مباشرة على جودة البيئة ما يستدعي الدراسة والبحث وسرعة التصرف وإيجاد الحلول لمواجهة هذا التحدي البيئي المتفاقم عبر إيجاد عدد من محطات المعالجة لهذه المياه تجنبا لانتشار رقعة الملوثات والحد من انعكاساتها الآخذة بالتوسع .
إلى ذلك تحدث الدكتور محمد أسعد من جامعة البعث عن فوائد أوراق بعض الأشجار مبينا أنه تم تحديد كمية الدقائق المترسبة على أوراق بعض الأشجار المنتشرة في الساحل السوري والثغرات الفصلية في تراكيز العناصر فيها بالجهة المقابلة للبحر واليابسة لتلك الأشجار وتم تحديد الأشجار الأكثر فعالية في احتجاز الرذاذ البحري من أشجار “الأزدرخت والدفلة والأكاسيا والكينا والسرو والنخيل” وأظهرت النتائج أن كمية الدقائق المترسبة على أوراق الأشجار وتراكيز الزنك والمنغنيز فيها في جزء الشجرة المقابل للبحر أعلى مما هي عليه في الجزء المقابل لليابسة بينما انخفضت تراكيز الرصاص والكادميوم في تلك الترسبات في جزء الشجرة المقابل للبحر عما هي عليه في اليابسة.
وأكد الدكتور حسين علي جنيدي من المعهد العالي لبحوث البيئة في بحثه أهمية إجراء دراسة دقيقة لواقع عمليات تطهير المياه باتجاه إيجاد حلول أكثر استقرارا وأمانا دون إغفال الجانب الاقتصادي بينما أوضح المهندس ابراهيم بسما من جامعة تشرين أهمية تصنيع وتطوير حساسات عاملة جديدة ذات انتقائية فائقة تجاه الأيونات المعدنية وتطوير منظومة ليلية تتمتع بالدقة والسهولة والسرعة واعتماد التقنيات الهجينة أو المدمجة وإمكانية التطبيقات العملية لهذه المنظومة على الصعيد البيئي عبر تحديد العناصر المعدنية بتراكيز منخفضة في العينات المائية.
وتضمن البحث الذي قدمه الخبير البيئي المهندس عدنان اللاذقاني من مركز الدراسات والبحوث العلمية فرضيات التشغيل التي تم اعتمادها ونتائج دراسة التحقق من المطابقة التي تمت بتحليل عدد من المؤشرات في عينتي مياه “خرج” أخذت بواسطة برنامج (جي بي اس -اكس) ونتائج التحقق من المطابقة المتعلقة بالآثار الناجمة عن سوء الأداء وعن المشاكل التي يكون مصدرها أجزاء محطة المعالجة أو التجهيزات التي أخرجت من الخدمة لفترة محدودة .
ويختتم المؤتمر أعماله يوم غد باستعراض عدد من المواضيع تركز في مجملها على حصر مواقع انتشار الزيتون البري في سورية وتوليد واستخدام النباتات المحورة وراثيا في اصحاح البيئة السورية.