بشكل فاق التوقعات، توافد عشرات الآلاف من الزوار من مختلف الشرائح إلى معرض دمشق الدولي الذي استعاد ألقه الجماهيري، فهو دُرة معارض الشرق الأوسط،
ونافذة الاقتصاد السوري على العالم، إذ اختزل المعرض قصة السوريين وتجاوز تحديات العقوبات الاقتصادية ليصل إلى شركات عربية وأجنبية جاذباً إياها للمشاركة فيه.
معرض دمشق الدولي الذي احتضن فعاليات محلية وعربية وأجنبية، عاد إلى حاضرنا معلناً صموداً اقتصادياً أشبه بصمود السوريين، وأعاد إلى ذاكرتنا الأوساط الاجتماعية والشعبية، ناهيك عن الأحداث الفنية والثقافية والأدبية وغيرها.
مشاركات لافتة وحضور مميز، شهده المعرض، وكان من باقة المشاركين، جناح خاص لوزارة الإدارة المحلية والبيئة تمثلت بإظهار دور مديرياتها في تطوير عملها، ومنها المدن والمناطق الصناعية التي سجلت بصمة مهمة استطاعت من خلالها جذب الاستثمارات المحلية والعربية.
مدير المدن والمناطق الصناعية المهندس أكرم الحسن بين أن المشاركة في المعرض ضمن جناح وزارة الإدارة المحلية والبيئة تمحورت من خلال إبراز دور المدن الصناعية في دفع عجلة النمو الاقتصادي، والمساهمة في التنمية، إضافة إلى دورها في حماية الصناعات الوطنية من خلال تأمين البيئة المناسبة والآمنة لاستقطاب آلاف المنشآت الصناعية والحرفية إليها وخاصة من المناطق الساخنة التي تعرضت لأعمال إجرامية من قِبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأوضح الحسن أنه خلال المعرض تم عرض فيلم حول أهم المدن والمناطق الصناعية في سورية، وحركة الاستثمار والإقبال، وما يتخللها من نظام بيئي، وكيفية الاكتتاب فيها، إضافة إلى التسهيلات المقدمة والخدمات، مضيفاً أن هناك أفلاماً وثائقية عن الواقع الحالي للمدن الصناعية الثلاث (عدرا ـ حسياء ـ الشيخ نجار)، إضافة إلى أفلام تتحدث عن إعادة الإعمار وتصوراتها للمرحلة القادمة، من أجل تطوير عملها، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المستثمرين، إضافة إلى وجود بروشورات تتضمن معلومات عن أنظمة الاستثمار وحجومها، والمقاسم المتوافرة لجذب المزيد من الخبراء ورجال العمال والمستثمرين.
وأشار م.الحسن إلى أنه يتم ترويج وإظهار دور المدن والمناطق الصناعية، إضافة إلى عرض للمقاسم الجاهزة، منوهاً بأن لإقامة المعارض أهمية كبرى وأدوار محورية يأتي في مقدمتها جلب واستقطاب رجال الأعمال والخبراء والاستشاريين أصحاب المعرفة والتجربة، خاصة في ظل الإقبال الجماهيري على فعاليات معرض دمشق الدولي في دورته الـ 59 الذي تشارك فيه 43 دولة، لافتاً إلى أن معرض دمشق الدولي أقدم معارض المنطقة وأكثرها عراقة بتاريخه الحافل بالنشاط، حيث يُعد مرجعاً وذاكرة زمان ومكان.