في إطار دعم المرأة الريفية ودعم الزراعة في طرطوس من خلال مشروع زراعة النباتات الطبية والعطرية افتتح أمس في منطقة القدموس المخيم البيئي الوطني الثاني بمشاركة/115/ متدربة من أسر شهداء وجرحى الجيش العربي السوري من محافظتي طرطوس وحماة وورشة العمل التدريبية التي تقيمها وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتعاون مع نقابة صيادلة سورية لتدريبهم على طرق جمع النباتات الطبية وكيفية استثمارها والاستفادة منها والتي تستمر على مدى أربعة أيام،وتضمنت فعاليات اليوم الأول عرض فيلم وثائقي عن البيئة السورية والتعريف بمشروع المخيم البيئي وأهميته في تحقيق التنمية المستدامة، إضافة إلى محاضرات عن المراقبة الدوائية للمنتجات الطبية النباتية والتعريف بأهم الأنواع النباتية في البيئة المحلية التي يمكن الاستفادة منها كنباتات طبية وأهميتها في إيجاد مشروع صغير مدر للدخل وكيفية المحافظة عليه.
وعلى هامش فعاليات الملتقى قال معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس محمد وضاح قطماوي: إن أهمية الورشة تتمحور حول الاستفادة المثلى من النباتات الطبية وكيفية استثمارها وزراعتها وتستهدف المجتمع المحلي في مناطق القدموس والشيخ بدر بمحافظة طرطوس ومصياف وقراها بمحافظة حماة لتقديم كل المعطيات لتمكين المرأة من الاستفادة من البيئة الطبيعية والنباتات الموجودة فيها لإيجاد فرص عمل مدرة للدخل،وأشار عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع البيئة الدكتور محمد جري إلى أنه تم اختيار مكان إقامة الورشة بعيداً عن مركز المدينة حيث تتوافر البيئة الطبيعية المناسبة للتعرف على المشاريع الممكن العمل عليها من حيث توافر النباتات الطبية والعطرية الطبيعية بما يؤمن فرص عمل منزلية للمتدربات، وبيّن ممثل جامعة الأندلس للعلوم الطبية الدكتور نزار معلا أن الجامعة تشارك في الفعالية إيماناً منها بربط الجامعة بالمجتمع وضرورة الحفاظ على البيئة الطبيعية واستثمار الثروة النباتية بما يحقق الاستدامة البيئية والاقتصادية حيث أحدثت مشروعاً خاصاً بالنباتات الطبية في قرية المجدل بالشيخ بدر من أجل نشر ثقافة زراعة هذه النباتات وتحقيق الفائدة لكل من يعمل بها والجامعة بصدد إنشاء معهد للنباتات الطبية لتكون نواة لإنشاء مدينة الأندلس للصناعات الدوائية ، وبدوره الدكتور شادي خطيب عضو مجلس نقابة صيادلة سورية أكد أن النقابة تهتم بالتنمية المستدامة للمجتمع المحلي، من هنا كانت فكرة التشاركية مع وزارتي الإدارة المحلية والزراعة وجامعة الأندلس لدعم أسر الشهداء بتدريبهم على طرق جمع النباتات الطبية وكيفية تمييز الأنواع السامة عن الأنواع الطبية وكيفية استثمار النوعين في الصناعات الدوائية،كما عبرت زوجة الشهيد باسم عباس من قرية الدي عن أهمية مشاركتها بالورشة للحصول على معارف وخبرات ومهارات علمية متمنية من الجهات المعنية دعم المتدربات لاحقاً مادياً لتمكينهن من إنشاء المشاريع المنزلية الخاصة بهن،وأشار مدير التوعية البيئية بوزارة الإدارة المحلية والبيئة المهندس محمد يوسف الكردي إلى أن الوزارة تستهدف بعمليات التوعية والتدريب فئات ربات الأسر واليافعين وتعول عليهم في نشر الوعي البيئي الذي يمثل أحد أهداف الورشة إضافة إلى التشارك بين الأسر والمؤسسات الحكومية لنشر الوعي البيئي وحماية الغابات حتى لا تنقرض النباتات من خلال استزراع النباتات الطبية وترويجها بشكل أكبر وجمعها بشكل صحيح والوصول إلى تنمية صحيحة،وفي المخيم تم عرض منتجات طبية وعطرية من صناعة المرأة الريفية في منطقة القدموس إضافة إلى منتجات عُرِضَتْ من قبل جامعة الأندلس والمعدات البسيطة التي يمكن أن تستخدمها المزارعات لتقطير النباتات،وأشارت السيدة أم علي زوجة شهيد إلى أنها جاءت إلى المخيم لتستفيد وتتعلم كيفية زراعة واستثمار النباتات الطبية والعطرية.