بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد كشف رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس عن اطلاق خطة متكاملة لإعادة تأهيل مدينة الأسد الرياضية في اللاذقية بكل مرافقها، لاستعادة دورها كما كانت في السابق كمنشأة رياضية مهمة وتخصيص 400 مليون ليرة لبدء تنفيذ الأولويات الضرورية وقد جال السيد رئيس مجلس الوزراء على المدينة الرياضية صباح يوم الخميس، في مختلف أنحائها، بدءا من مضمار الفروسية ومجمع المسابح والملعب الرئيسي والمركز الإذاعي والتلفزيوني، واستمع إلى شرح مفصل من اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام ومن القائمين على هذه المنشآت حول واقعها وأعمال الصيانة الضرورية كي تعود للعمل بالشكل المناسب، وقد أكد بعد ذلك أن الهدف من زيارة المدينة إعادة تأهيلها، لتكون مكاناً حاضناً لمهرجان المحبة والسلام، لأننا نريدها أرض سلامٍ وصداقة تُحلق بها طيور النورس.
مشيراً إلى أن هذه المدينة تُعدّ من أهم المعالم الرياضية في الشرق الأوسط، وقد خرّجت الكثير من الرياضيين وأثبتت أنها مدينة المحبة والسلام كونها احتضنت المواطنين المهجرين من مختلف المحافظات السورية بفعل الإرهاب، واليوم بعد انتصارات الجيش العربي السوري وعودة الأهالي إلى بيوتهم تم وضع خطة شاملة لإعادة تأهيل المدينة لتعود إلى ألقها الذي كانت عليه، وذلك باهتمام كبير وبتوجيه كريم من السيد الرئيس بشار الأسد. ، وأكد المهندس خميس أنّ الحكومة بدأت فعلياً بتخصيص 400 مليون ليرة مبدئياً لإعادة تأهيل هذه المدينة من حيث الضروريات الأساسية، وذلك ضمن خطة إعادة إعمار كاملة وشاملة تسير باتجاهين مختلفين، الأول: يتضمن إعادة الخدمات والمرافق العامة من ماء وكهرباء وزراعة وطرق ومختلف أعمال البنية التحتية الرئيسية، والثاني: يتضمن تنفيذ الخطة الفنية والوظيفية لتعود المنشأة إلى عملها وسيتم رصد المبالغ تدريجيا لإعادة تأهيل المدينة بشكل كامل وأشار رئيس مجلس الوزراء الى تزامن زيارة الوفد الحكومي إلى المدينة الرياضية مع الذكرى السابعة والأربعين للحركة التصحيحية المجيدة التي عملت على بناء مؤسسات الدولة التي صمدت في وجه كل التحديات والمتغيرات قديما وحديثا وآخرها الحرب الإرهابية الظالمة، مبينا أننا نعيش اليوم ذكرى التصحيح الحقيقي في ظل الانتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة الباسلة في مختلف مناطق الجغرافيا السورية.
شارك في الجولة وزراء السياحة المهندس بشر اليازجي والإدارة المحلية المهندس حسين مخلوف والزراعة المهندس أحمد القادري ومحافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في اللاذقية الدكتور محمد شريتح.
كما افتتح رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق معرض فرص عمل التنمية الريفية ( ريفنا بركة ) حيث أشار إلى أنّ هناك نشاطاً اقتصادياً كبيراً، وهذا المعرض المقام حالياً هو استكمال لما قامت به الحكومة فيما يتعلق بالتنمية بكل مقوّماتها خاصة التنمية الريفية، فهناك 82 مشروعاً سيتم إطلاقها في محافظتي اللاذقية وطرطوس خلال المعرض، والفترة القادمة ستكون مثل هذه المشاريع في كل المحافظات السورية، لافتاً إلى وجود برنامج حافل وغني للتنمية الريفية، من خلال حزمة من المشاريع وحول إقامة محطة لتوليد الكهرباء في محافظة اللاذقية، أوضح رئيس الحكومة أنّ هناك لقاءاً سيعقده مع مجلس مدينة اللاذقية، من أجل تحديد المكان النهائي لإقامة هذه المحطة.
من جهته بيّن المهندس بشر يازجي وزير السياحة أنّ معرض التنمية الريفية هو محطة من محطات عمل ( مجموعة دعم وتنمية الريف ) حيث تمّ تشكيل أربع فرق من قبل المجموعة، فريق تطوير المنتج الريفي، وفريق التمويل لهذه المشاريع، وفريق يختص بالإعلان التنموي لرفع ثقافة تسويق المنتجات، وفريق التواصل، مشيراً إلى أن عمل المجموعة بدأ من المنطقة الساحلية، وسيستمر كوننا نعمل مع الريف النشيط، ومع القائمين على هذه الأرياف والوحدات الإدارية، ليكون هذا الريف غني بمقوّماته، ولتنعكس هذه المشاريع إيجاباً على المناطق المقامة فيها، وعلى المواطنين الموجودين في الساحل السوري ،كما لفتَ وزير السياحة، إلى أنّ الخطوة الثانية ستكون إقامة معارض في باقي المحافظات، وستتضمّن المشاريع المطروحة أسواقاً لتصريف المنتجات الريفية، لافتاً إلى أن هذا المعرض يتضمّن 82 مشروعاً صغيراً ومتوسطاً، منها الزراعي والصناعي والتجاري والسياحي والخدمي، ومشاريع متناهية الصغر، إضافة لعرض مستلزمات الإنتاج الريفي، ومنتجات تصنيع آلات الإنتاج للمنتجات الريفية، وشركات التعبئة والتغليف، والطاقات البديلة، والآلات الزراعية، وتعتمد هذه المشاريع على مقوّمات الريف، الغنية بموارده الطبيعية والبشرية، وهي موزعة على مناطق بانياس، محيط اللاذقية، طرطوس، القرداحة، الشيخ بدر، الحفة.
بدوره وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف، رأى أنّ معرض مشاريع التنمية الريفية هو ترجمة لتوجّهات الحكومة بالتركيز على المشاريع التنموية، والانتقال بالرؤية التطويرية للوحدات الإدارية في كل المحافظات نحو إنشاء مشاريع تنموية من شأنها توليد فرص عمل، وتحقيق إيرادات للوحدة الإدارية، وتعزيز التشاركية بين الوحدات الإدارية وبين رجال الأعمال المحليين على امتداد المحافظات السورية.
وقال مخلوف : وجدنا في هذا المعرض 82 مشروعاً متنوعاً بين إنتاجي وسياحي وخدمي، وقد تمت دراسة هذه المشاريع بشكل كامل، وهي تحظى كل الدعم والتسهيلات من المحافظين والحكومة، لأنها ترجمة لخطة الحكومة في نهوض الوحدات الإدارية من خلال مشاريع تنموية، تكون فيها الوحدات الإدارية شريكة أو مساعدة ومؤازِرة لكل أبناء المجتمع الراغبين بإقامة هذه المشاريع، مشيراً إلى أن النتائج الأولية لتسويق هذه المشاريع خلال إقامة هذا المعرض تُبشّر أنّ كل المشاريع سوف ترى طريقها باتجاه الإقلاع مباشرة .
كما افتتح رئيس مجلس الوزراء صالة عرض منتجات المرأة الريفية والمطعم البيئي في مديرية الزراعة في اللاذقية، وعقب الافتتاح أشار وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري، إلى أنه من خلال توجهات الحكومة في التنمية الريفية لتشجيع التصنيع الزراعي للمرأة الريفية، وصولاً لهذه الحلقة الأهم وهي الحلقة التسويقيّة ، وكانت الانطلاقة الأولى من محافظة اللاذقية، ليكون لدينا مستقبلاً في كل محافظة مركز لتسويق منتجات المرأة الريفية، وما لذلك من أهمية في تمكين المرأة الريفية اقتصادياً، ومساعدتها في تحسين وضعها المعاشي، لافتاً إلى أنّ هذه النشاطات هي من ضمن اهتمام الحكومة، بما فيها وزارة الزراعة، وصولاً إلى أهداف التنمية في جميع الأرياف السورية، وكانت نتائج هذا التوجّه مهمة ومثمرة.
