تعتبر الطاقة الكهربائية من أساسيات الحياة وتطور المجتمعات اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ... ولا يمكن الاستغناء عنها لتطور الحياة البشرية، وهذه الطاقة يتم توليدها في أغلب الأحيان بالطرق التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري وكذلك عن طريق الطاقات المتجددة، وفي ظل الطلب المتنامي على الطاقة بمختلف أشكالها مما استلزم البحث عن بدائل آمنة وقادرة على استدامة المصادر الطبيعية، وكذلك تعزيز الوعي لدى كافة شرائح المجتمع حول ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة لما له من أثر إيجابي في الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها ومن هنا يبرز دور وزارة الادارة المحلية والبيئة في تحقيق التوازن بين تأمين حاجات المجتمع وتطوره وبين الحفاظ على الموارد الطبيعية.
لقد أضحى البحث في استثمار الطاقة النظيفة للمحافظة على البيئة إلى جانب دورها الفعال في التنمية المستدامة، من أهم التوجهات العالمية، وما التركيز على استثمار الطاقات المتجددة إلا تجسيداً عملياً لهذه التوجهات، فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية وطاقة المياه هي طاقات نظيفة ذات آثار بيئية ايجابية واستخدامات مفيدة متعددة، يمكن أن تزود بها مناطق ريفية بعيدة بكلفة اقل مع المحافظة على البيئة. ومع أن هذه الطاقات تعتبر فرصاً متاحة لا تنضب إلا أنها لا تستغل بشكل فعال وعلى نطاق واسع.
وضمن هذا الإطار تقوم وزارة الادارة المحلية والبيئة بتنفيذ عدد من مشاريع الطاقات المتجددة في عدد من محافظات القطر ومنها :
مشاريع إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية
ضخ مياه الآبار بالطاقة الشمسية
توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الألواح الكهروشمسية
وفي مجال مشاريع انارة الشوارع بالطاقة الشمسية وبالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي بلغ اجمالي عدد اجهزة الانارة المركبة بـ 5136 جهاز انارة موزعة على محافظات ريف دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس وحماه وحمص بأجمالي استطاعة مركبة 1285 كيلو واطمما يؤدي الى توفير ما يقارب 1547 طنco2 سنويا.
هنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر في محافظة ريف دمشق:
تم تنفيذ مشروع إنارة شوارع مدينتي التل وضاحية قدسياحيث تم تركيب /261/ جهاز إنارة على أعمدة الإنارة الموجودة في المدينتين بعد إعادة تأهيل الأعمدة المتضررة نتيجة الأعمال الإرهابية وزراعة أعمدة إنارة جديدة في بعض الأماكن .
يخدم هذا المشروع حوالي نصف مليون نسمة ويغطي ما مسافته حوالي /11/كم ويوفر هذا المشروع ما قيمته 200000 كيلو واط سنوياً من الكهرباء أي ما يعادل /50/ طن من الفيول مما يؤدي إلى توفير انبعاث /155/طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون.
وحالياً يتم تنفيذ مشروع إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية في مدينة الزبداني حيث يتم تركيب /319/ جهاز إنارة على الأعمدة واستبدال هذه الأعمدة جميعاً وزرع أعمدة إنارة جديدة في أغلب شوارع المدينة وسيغطي ما مسافته /12/كم ويوفر هذا المشروع ما قيمته 235000 كيلو واط سنوياً من الكهرباء أي ما يعادل /60/ طن من الفيول مما يؤدي إلى توفير انبعاث /180/طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون وسيخدّم المشروع سكان المدينة كافة .
بالإضافة لتنفيذ مشروع إنارة شوارع بالطاقة الشمسية في مدينة معلولا وفي منطقة الذيابية في ريف دمشق، على أن يتم تنفيذ مشاريع مشابهة في باقي المحافظات .
وفي مجال مشاريع ضخ مياه الآبار بالطاقة الشمسية فقد نفذت الوزارة ضمن هذا الإطار عدد من المشاريع في محافظة ريف دمشق حيث تبلغ الاستطاعة المركبة الإجمالية من هذه المشاريع 117 كيلو واط مما يؤدي الى توفير ما يقارب 142 طن co2 سنويا
ونذكر منها ضخ مياه بئر معلولاويخدم هذا المشروع حوالي 600-700 دونم زراعي مملوكة لحوالي 600 فلاح وتضم حوالي 15000 شجرة مثمرة من أصناف اللوزيات، بما فيها من أشجار الفستق الحلبي وبعض الأنواع الأخرى كالرمان والمشمش والتوت الشامي المهدد بالانقراض .
وتم تركيب مضخة كهربائية باستطاعة 11 كيلو واط مع التمديدات والتجهيزات الكهربائية ولوحة تحكم كهربائية، وتتألف المنظومة الشمسية من 90 لاقط باستطاعة 200 واط لكل لاقط وخزان مياه أوكسفام بسعة 100 متر مكعب, تم تشغيل أكثر من 100 عامل من نفس المنطقة معلولا ضمن المشروع كعمالة محلية،
وينتج هذا النظام سنوياً ما يقارب 27900 كيلو واط ساعي من الكهرباء وهو ما يعادل توفير 6.975 طن من الفيول أي ما يوفر انبعاث ما يقارب 21.688 طن من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون.
وفي نفس السياق تم تنفيذ مشروع لضخ مياه بئر قرية الحميرة الزراعي التابعة لمدينة النبك في محافظة ريف دمشق بالطاقة الشمسية والذي يروي حوالي 4000دونم زراعي والمملوكة من قبل 159 فلاح ويستخدم لري أشجار مثمرة مثل المشمش حوالي 9400 شجرة وخضراوات مثل الثوم والبطاطا.
وتم تركيب مضخة كهربائية باستطاعة 18 كيلو واط مع التمديدات والتجهيزات الكهربائية ولوحة تحكم كهربائية، وتتألف المنظومة الشمسية من 75 لاقط باستطاعة 310 واط لكل لاقط وينتج هذا النظام ما يقارب 36000 كيلو واط ساعي من الكهرباء سنوياً وهو ما يعادل توفير 9 طن من الفيولاي ما يوفر انبعاث ما يقارب 28 طن من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون.
ويتم حاليا العمل على تنفيذ مشاريع ضخ مياه الآبار بالطاقة الشمسية في محافظة ريف دمشق في مناطق حلا ورأس العين وعين التينة وصحنايا والجبة وجديدة عرطوز على نفس السياق السابق، بالإضافة الى مشاريع مماثلة في باقي المحافظات ويأتي اهتمام الوزارة بتنفيذ مثل هذه المشاريع نظراً لأهميتها من الناحية البيئية والاقتصادية والاجتماعية حيث تساهم في تأمين المياه اللازمة لري الأراضي الزراعية الأمر الذي سيؤدي إلى استقرار المزارعين في أراضيهم وتخفيف التكاليف اللازمة للري من (مازوت وكهرباء) والجدوى الاقتصادية لمثل هذه المشاريع عالية من جهة استرداد رأس المال اللازم لتنفيذها.
وضمن إطار توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الألواح الكهروشمسية وبهدف تغطية جزء هام من الطلب على الطاقة في مبنيي الوزارة (كفرسوسة والبحصة) تم تنفيذ مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالطاقة الشمسية على سطح مبنى الوزارة في البحصة باستطاعة 44 كيلو واط ساعي حيث يتم ضخ الكهرباء المولدة من النظام إلى شبكة الوزارة مباشرة لتقليل فواتير الكهرباء, سيتم قريباً تركيب ألواح شمسية باستطاعة خمسة كيلو واط إضافية .
وفي السياق نفسه قامت الوزارة بتنفيذ مشروع نظام توليد كهروشمسي على سطح مركز إيواء مدرسة أم عطية الأنصارية في منطقة الزاهرة في دمشق بغرض الإنارة خلال ساعات انقطاع التيار الكهربائي على أن يطبق نفس هذا المشروع على عدد من مراكز الشؤون الاجتماعية في عدة محافظات مثل طرطوس والقنيطرة ودمشق وريفها.