تشارك الجمهورية العربية السورية من خلال وزارة الإدارة المحلية والبيئة المجتمع الدولي باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون في السادس عشر من أيلول من كل عام ، والذي أعلنته الجمعية العامة يوما دوليا لحماية طبقة الأوزون احتفالا بتاريخ التوقيع على برتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون عام 1987 ، وكما كل عام اختارت أمانة الاتفاقية شعاراً لهذا العام تحت عنوان( حافظ على البرودة وواصل / بروتوكول مونتريال )، وهو دعوة للجميع للمضي قدما بموجب برتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون، وتسريع الإجراءات اللازمة للحد من التغير المناخي.
يعتبر بروتوكول مونتريال من المعاهدات البيئية الأكثر فعالية التي يتم تنفيذها في جميع دول العالم، كما يعتبر مثالا للنجاح والتعاون العالمي للالتزام بحماية البيئة دون المساس بالخطط والبرامج التنموية للدول النامية، لذلك في 16 أيلول 2009، أصبحت اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال أول معاهدتين في تاريخ الأمم المتحدة تحققان تصديقاً عالميا.
فالتقدم المحرز في تنفيذ البرتوكول خلال ما يزيد على ثلاثين عاما تم بوتيرة جيدة في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، فقد تم الالتزام بجميع الجداول الزمنية المتعلقة بالتخلص التدريجي من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، حيث تم التركيز بداية على المواد الكيميائية التي تتمتع بقدرة تدميرية عالية لطبقة الأوزون ( مركبات الكربون الكلورية فلورية CFC ، الهالونات،... ) حيث تم التخلص النهائي منها عام 2010، تلتها مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية HCFC ( أقل تدميرا لطبقة الأوزون) والتي يتوقع التخلص منها بحلول عام 2040، تلتها مركبات الكربون الهيدروفلوريةHFC ( هي مواد غير مستنفدة لطبقة الأوزون لكنها غازات دفيئة قوية تتمتع بإمكانية احترار عالمي عالية) والتي يتوقع التخلص مما يزيد عن 85% من هذه المواد بحلول 2045.
إن الجمهورية العربية السورية كانت من أوائل الدول التي انضمت إلى اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال عام1989 وتمت المصادقة على هذا الانضمام عام 1991وفق المرسوم التشريعي رقم /245/، كما انضمت إلى الدول الموقعة على تعديلات البروتوكول الأربعة(لندن -كوبنهاغن –مونتريال- بكين )، أما التعديل الخامس على البرتوكول وهو تعديل كيغالي يهدف إلى تخفيض الأطراف لإنتاج واستهلاك مركبات الـ HFC مما يخلق القدرة على تجنب ما يصل إلى 0.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، و تعمل الجمهورية العربية السورية على اتخاذ الإجراءات اللازمة للانضمام لهذا التعديل وقد تم الالتزام بجميع قرارات الاتفاقية والبروتوكول على الرغم من الحرب التي فرضت علينا وعدم تقديم أي مساعدة فنية أو مالية من قبل الجهات المانحة ضمن إطار البروتوكول .
كما إن الجمهورية العربية السورية أوفت بجميع التزاماتها في مجال التخلص من المواد المستنفذة لطبقة الأوزون والانتقال إلى البدائل الصديقة لحماية طبقة الأوزون من خلال الجهود الوطنية والمساعدات الفنية المقدمة من الوكالات والمنظمات الدولية المنفذة وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة سواء كانت وطنية أو دولية ، ويتم التأكيد في المرحلة القادمة على أهمية الحفاظ على كفاءة الطاقة و تعزيزها مع الانتقال من مجال مركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs) ذات القدرة العالية على إحداث الاحترار العالمي إلى بدائل ذات قدرة منخفضة على إحداث الاحترار العالمي في التبريد وتكييف الهواء، والبحث عن البدائل المناسبة للمواد الخاضعة لرقابة البرتوكول وتوفيرها بأسعار مناسبة، وتكثيف حملات التوعية بالبدائل الصديقة وتوجيهها لشرائح المجتمع المختلفة.
العمل لم ينته بالرغم من النجاح الكبير الذي حققه البرتوكول على الصعيد العالمي، فعملنا لحماية طبقة الأوزون يحمي أيضا المناخ لذا علينا التركيز على ما يمكننا القيام به للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في ظل تعديل كيغالي، وهذا لن يتم دون تضافر الجهود والتعاون مع جميع الجهات وعلى كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية . ومع ذلك ، فإن المسؤولية حماية طبقة الأوزون والمناخ لا تقع على عاتق الحكومات وحدها حيثيمكن للأفراد القيام بدورهم عن طريق استخدام التجهيزات التي تحتوي على المواد الخاضعة لرقابة البرتوكول بشكل مسؤول وصحيح ، وصيانتها والتخلص الآمن منها ، مما يمكن الأفراد من تقليل استخدام الطاقة وتخفيض الانبعاثات، وتوفير المال.