بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، بدأ رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس زيارة إلى المنطقة الشرقية في دير الزور والرقة، على رأس وفد حكومي يضم ثمانية وزراء، لافتتاح عدد من المشاريع الخدمية والتنموية، والبدء بتأهيل مشاريع جديدة، ومتابعة تنفيذ خطة التنمية البشرية في التربية والتعليم العالي في المنطقة.
وبدأ الوفد جولته بزيارة مطار دير الزور ولقائه أحد التشكيلات العسكرية في المطار، حيث نقل المهندس خميس لهم ولقواتنا المسلحة محبة وتقدير السيد الرئيس بشار الأسد، منوّهاً بالتضحيات التي قدّموها لحماية الوطن ورفع راية سورية والحفاظ عليها.
وأطلق الوفد الحكومي عملية الإنتاج في حقل نيشان النفطي، الذي تمّت إعادة تأهيله وإدخاله الخدمة فور تحرير المدينة، بجهود كوادرنا الوطنية في وزارة النفط، التي قامت بتجميع القطع التبديلية والمعدات المسروقة من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، ووصلت طاقة الحقل الإنتاجية حالياً إلى 1100 برميل يومياً، والعمل جار للوصول إلى الطاقة القصوى.
وفي قرية الجفرة وخلال زيارة الوفد للوحدة الإرشادية المعاد تأهيلها، التقى الوفد الحكومي الفلاحين، واستمع إلى مطالبهم، المتمثّلة في تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي والمعدّات الزراعية وجدولة القروض لدى المصرف الزراعي التعاوني. واطلع الوفد على واقع العملية التربوية، التي شهدت تطوّراً ملحوظاً في دير الزور خلال عام من فك الحصار، حيث ارتفع عدد المدارس العاملة من 36 مدرسة إلى 254، واستمع من المعنيين إلى شرح حول مدى توفّر الكادر التعليمي والكتاب المدرسي، وتمّت مناقشة سبل الارتقاء بالعملية التعليمية خلال زيارته لمدرستي صبحي عوض والجفرة الريفية للتعليم الأساسي بعد تأهيلهما.
كما اطلع الوفد على مراحل تنفيذ المخطط التنظيمي لمدينة دير الزور وأعمال ترحيل الأنقاض وفتح الشوارع وتأهيل الصرف الصحي في حي الحميدية.
وزار رئيس مجلس الوزراء والوفد الحكومي مبنى الخدمات الفنية ومبنى شركة الكهرباء بدير الزور الموضوعين في الخدمة حديثاً، والتقى العاملين فيهما، مؤكداً أهمية بذل كل الجهود لإعادة إعمار ما خرّبه الإرهاب.
والتقى الوفد القائمين على جامعة الفرات ومجلس الجامعة بهدف تعزيز العملية التعليمية، وتمّ التركيز على ضرورة تطوير البنية البشرية في الجامعة، وتأهيل البنى التحتية، وتأمين جميع المستلزمات، وفق برامج زمنية محددة، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، إضافة إلى تطوير الكليات الموجودة لتصبح بمؤشرات عالية، وتمّ تشكيل لجنة خاصة لمتابعة خطة تطوير الجامعة.
وخلال الزيارة اطلع وزراء الأشغال العامة والإسكان والزراعة والإدارة المحلية على واقع جسر السياسية، الذي يوصل بين ضفتي نهر الفرات، بهدف وضع خطة لإعادة تأهيله
وفي تصريح للصحفيين أكد المهندس خميس أن زيارة الوفد الحكومي لمحافظة دير الزور تأتي بتوجيه من الرئيس الأسد للوقوف على المشاريع الخدمية والتنموية التي أطلقتها الحكومة فور إعلان الجيش العربي السوري تحرير المحافظة من الإرهاب، حيث تمّ الانتهاء من إنجاز عدد من هذه المشاريع، وسيتمّ البدء بمشاريع جديدة خلال العام القادم، بعد أن تم تخصيص المبالغ اللازمة لذلك من الموازنة العامة للدولة لعام 2019، ولفت إلى أنه تمّ تخصيص 27 مليار ليرة لإعادة تأهيل المحافظة من موازنة عام 2018، صرف منها 17 ملياراً، و10 مليارات قيد التنفيذ، إضافة إلى تخصيص 4 مليارات ليرة ضمن الخطة الإسعافية للمحافظة.
وجدّد المهندس خميس حرص الحكومة على إعادة إطلاق عملية التنمية البشرية في المحافظة وفق خطة متكاملة، تعمل على تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والإعلامية في المحافظة، بالتوازي مع العمل على إعادة تدوير عجلة الإنتاج، وإطلاق المشاريع الاقتصادية والاستثمارية المهمة.
من جهته بيّن وزير التربية الدكتور هزوان الوز أنه نتيجة الاهتمام الحكومي الكبير بإعادة تأهيل القطاع التربوي في محافظة دير الزور، والإيمان بضرورة العمل على إعادة بناء الإنسان، وتجاوز مفرزات الحرب، تمّ العمل بشكل مكثّف على صيانة وتأهيل الأبنية المدرسية، وتأمين كل المستلزمات التعليمية لها، وأضاف: منذ الأسبوع الأول لتحرير المحافظة تمّ إيصال الكتب المدرسية إليها، وتجاوز أكبر تحد في إعادة العملية التعليمية إلى المحافظة، إضافة إلى رفد المدارس بالتقنيات التعليمية الحديثة من أجهزة حاسوب وغيرها، مشيراً إلى أن تكلفة طباعة المناهج المدرسية سنوياً تبلغ 12 مليار ليرة، وتمّ هذا العام طباعة 50 مليون كتاب مدرسي.
بدوره أكد وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي غانم خلال زيارة الوفد الحكومي لحقل نيشان النفطي أن ورش الوزارة دخلت إلى الحقل عقب تحريره من الإرهابيين، وبفضل جهود كوادرنا الوطنية تضاعف الإنتاج فيه، كما وصل إنتاج الآبار الستة الأخرى المحرّرة إلى 4 آلاف برميل يومياً، وأضاف: إن الوزارة مستمرة بإعادة تأهيل المنشآت النفطية دون الاستعانة بأي خبرات أجنبية، حيث عملت الورش الفنية على إجراء كل أعمال الصيانة اللازمة، وهذا يندرج ضمن خطة متكاملة على مستوى سورية.