التخطيط البيئي ودوره في تحقيق التنمية المستدامة واستثمار نتائج البحوث والاختراعات والابتكارات وتوظيفها في تحقيق التنمية المستدامة أهم ما يسعى إلى تحقيقه المؤتمر البيئي البحثي الخامس الذي انطلقت فعالياته بمشاركة 29 بحثا أعدت من قبل عدد من أساتذة الجامعات والباحثين.
المشاركون في المؤتمر الذي تقيمه وزارة الإدارة المحلية والبيئة على مدرج جامعة دمشق لمدة يومين ركزوا في أبحاثهم على ضرورة وضع خطط لتحقيق الإصحاح البيئي والوصول إلى حلول عملية وعلمية للمساعدة في حل المشكلات البيئية بكفاءة وتبني أفكار الاستثمار في المشروعات ذات الصلة لحماية البيئة من التدهور.
وأشاروا إلى أن البيئة تتطلب مقاربة شاملة ومتكاملة تأخذ بالحسبان الارتباط الوثيق بين مختلف مكوناتها من جهة وتقاطعها مع القطاعات الأخرى من جهة ثانية للحد من التدهور وحماية الموارد الطبيعية بما يضمن استدامتها والعمل على إجراء تخطيط بيئي سليم يلحظ جميع الأوساط البيئية دون إغفال دور القوانين والتشريعات وتعديلها والتوعية بأهمية البيئة.
الدكتور محمد صالح رئيس دائرة الدراسات في بيئة طرطوس أوضح أن بحثه يركز على الملوثات الناتجة عن المحطة الحرارية والمياه الصناعية في بانياس وتأثيرها على البيئة البحرية داعيا إلى اتباع برنامج مراقبة طويل الأمد مع اتخاذ إجراءات فورية للحد من التلوث واستثمار المياه التي تخرج من المحطة ومعالجتها وادخالها ضمن دائرة التبريد للمحطة الحرارية وعدم إلقائها في البحر.
وفي تصريح مماثل أشار المهندس وسام عيسى مدير النفايات الصلبة في محافظة طرطوس إلى أن معالجة النفايات الصلبة في معامل المعالجة الميكانيكية واليدوية ينتج عنها نحو 30 بالمئة من المرفوضات التي تدفن في المطامر الصحية ما يؤدي إلى تلوث وانبعاث غازات سامة مبينا أنه يمكن الاستفادة من تلك المواد عبر تحويلها كبديل عن الفيول لمعامل الاسمنت.
من جهتها أوضحت الدكتورة بيداء سلوم من جامعة الوادي الدولية الخاصة أن بحثها يركز على كيفية التخلص الآمن من النفايات التي تخرج من معامل الحديد واستثمارها في معامل الاسمنت.
وفي كلمة لوزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف خلال المؤتمر أكد أن الحكومة تسعى إلى تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة عبر سن التشريعات اللازمة وإقامة المشاريع الاستثمارية المتنوعة بهدف تنمية القدرات والمساعدة في تنفيذ الخطط التنموية وما ينتج عنها من فرص عمل.
رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد ماهر قباقيبي قال في كلمة مماثلة إن المؤتمر يسعى لإيجاد حلول للمشاكل البيئية التي تعاني منها سورية مشيرا إلى أن جامعة دمشق اتخذت خلال السنوات الأخيرة خطوات عدة تهدف إلى بلورة مفهوم خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو تشارك في المؤتمر من خلال بحوث للنهوض بالأراضي الزراعية ممثل الفاو في سورية مايك ركسون أشار إلى أن البيئة في سورية تعاني من التعدي الجائر عليها ما أسهم في استنزاف الموارد الطبيعية ولا سيما المياه الجوفية ونقص وارد الطاقة مبينا أن المنظمة تعمل على مساعدة الحكومة السورية في تنفيذ مشاريع بما يسهم في الحفاظ على البيئة.
ويركز المؤتمر على مدار يومين على التخطيط البيئي والتخلص الآمن من الأنقاض ومعالجة النفايات الصلبة والتخطيط البيئي في مجال الإدارة المتكاملة للمياه والطاقات المتجددة وإعادة تأهيل النظم البيئية المتدهورة والتخفيف من تلوث الهواء وآثار التغيرات المناخية والتخطيط البيئي لإعادة تأهيل آبار ومصافي النفط وفق الاشتراطات البيئية وإيجاد الحلول الناجحة للتخلص من التلوث النفطي وفي مجال استعمالات الأراضي والتخفيف من التدهور البيئي والتلوث النفطي والإنتاج الأنظف والعمارة الخضراء.
حضر المؤتمر وزراء الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري والموارد المائية المهندس حسين عرنوس والتعليم العالي الدكتور بسام إبراهيم ومحافظا دمشق المهندس عادل العلبي وريف دمشق المهندس علاء منير إبراهيم وعدد من السفراء وأمناء فروع جامعة دمشق ودمشق وريفها لحزب البعث العربي الاشتراكي وعاطف الزيبق عضو مكتب مجلس الشعب.