انطلاقا من أهمية الحفاظ على البيئة وضرورة خلق صلات تعاون وتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات الأهلية وتكريسا للمادة 27 من الدستور السوري التي تنص على أن ” حماية البيئة مسؤولية الدولة والمجتمع واجب على كل مواطن” تم اعتماد الأول من شهر تشرين الثاني من كل عام يوما وطنيا للبيئة في سورية تتويجا لجهود الجهات الحكومية والأهلية والشعبية المعنية والمهتمة بالشأن البيئي عموما خلال العقد الأخير في سورية بشكل ملحوظ حيث تم إدراج مفهوم حماية البيئة والتنمية المستدامة في خطط الحكومة ومشاريع الوزارات وأحدثت المجالس والهيئات والمديريات المختصة وتشجيع المجتمع المحلي على تأسيس جمعيات بيئية لتعزيز مشاركتها في حماية البيئة وخطط التنمية.
بالإضافة لصدور العديد من القوانين والمراسيم التشريعية الرامية إلى حماية البيئة والحفاظ عليها ومن أهمها قانون النظافة وجمالية الوحدات الإدارية رقم 49 لعام 2004 و القانون رقم 12 عام 2012 الذي شكل محطة مهمة في صون الموارد البيئية الطبيعية كما تم إحداث الضابطة البيئية لرفد عمل المفتشين البيئيين ، وبهدف توحيد منهجية العمل لدى الكوادر البيئية العاملة في مجال تقييم الأثر البيئي والمراجعة والتفتيش البيئي فقد تم إصدار مجموعة من الأدلة الإرشادية بالتعاون مع الجهات المعنية كدليل الاشتراطات البيئية للصناعات في سورية والاشتراطات البيئية لمعاصر الزيتون ودليل تقويم الأثر البيئي لمشاريع المطامر الصحية للنفايات البلدية الصلبة ودليل تقويم الأثر البيئي لمشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي والدليل الإرشادي للعمارة الخضراءبالإضافة للعمل لتطبيق الإدارة البيئية المتكاملة للموارد المائية،كما تعمل الوزارة ومن خلال النهج التشاركي من أجل رؤية إستراتيجية عامة هي "الوصول إلى مجتمع متوازن قادر على التفاعل مع بيئته بشكل ايجابي" وذلك من خلال تنمية المهارات لدى عامة الناس وتنمية شعورهم بالمسؤولية حيال بيئتهم مما يكون سبباً في تغيير حقيقي في سلوكهم تجاه البيئة من خلال وعي علمي وإرادة لتحقيق انضباط ذاتي للأفراد وبالتالي تعزيز المشاركة المجتمعية في حماية البيئة والمحافظة عليها.
وفي هذا الإطار تعمل وزارة الإدارة المحلية والبيئة والمحافظات كافة على تفعيل اليوم الوطني للبيئة من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة والفعاليات تحت شعار محدد على مدار العام حيث يتم تنظم احتفالية مركزية في إحدى المحافظات لتسليط الضوء على أهمية هذا اليوم من خلال تنفيذ مجموعة من النشاطات والفعاليات البيئة ، بالإضافة إلى فعاليات بيئية متعددة تنفذها باقي المحافظات .
وهذا العام تستضيف محافظة حلب الاحتفالية المركزية باليوم الوطني للبيئة التي تقام تحت شعار"بتعاوننا ....نرتقي ببيئتنا "وتتضمن عرض لفيلم بيئي بالإضافة لفقرات فنية متنوعة لممثلي المنظمات الشعبية ( الطلائع ، الشبيبة ونقابة الفنانين ) والمجتمع الأهلي تبرز أهمية البيئة والحفاظ عليها وتقديرا للجهود التي يبذلها عمال النظافة سيتم تكريم عدد من العمال المميزين ، وافتتاح المعرض البئبي.
وكانت محافظة حلب نظمت مجموعة من الأنشطة الموازية لاحتفالية اليوم الوطني للبيئة تضمنت حملات نظافة نظمها مجلس مدينة حلب في مناطق ( قاضي عسكر ، هنانو، السليمانية ، السريان ...) بالإضافة لتنفيذ برامج توعوية لفرز النفايات المنزلية ولقاءات توعوية بيئية بالتعاون مع المنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية .
وفي إطار الاحتفال باليوم الوطني للبيئة تقيم محافظة دمشق المهرجان البيئي الثالث في الفترة 3-7/11 ويتضمن ( ورشات عمل ومعارض للأعمال البيئية من تدوير النفايات، ومنتجات بيئية صحية وتنظيم حملات نظافة وتوعية وتكريم الفائزين في مسابقات أجمل حديقة بالإضافة لتكريم العاملين المتميزين في مديريات النظافة ، الحدائق إضافة لتنظيم الكرنفال البيئي ينطلق من ساحة يوسف العظمة وينتهي في قلعة دمشق ويتضمن فعاليات رياضية ومسابقات رسم حي بيئي للأطفال وعرض أزياء من مواد طبيعية ..
كما أعدت باقي المحافظات برنامجا للاحتفال باليوم الوطني للبيئة تحت شعار " بتعاوننا ..نرتقي ببيئتنا" يتضمن حملات نظافة ومسير بيئي وتكريم عدد من عمال النظافة ،تكريم الفائزين بالمسابقات البيئية ،كما يتم تنظيم معارض بيئية لمواد معاد تدويرها إضافة إلى ورشة رسم لطلاب المدارس وأخرى حول إعادة تدوير النفايات وعقد لقاءات توعية بيئية وتنفيذ حملة حول كيفية التعامل السليم مع النفايات المنزليةـ .
وكانت الوزارة قامت بإعداد وطباعة بوستر شعار الاحتفال بيوم البيئة الوطني لهذا العام وتوزيعه على المحافظات لنشره إضافة لقيام الوزارة والمحافظات بإعداد بروشورات توعوية تبرز أهمية البيئة وكيفية الحفاظ عليها ، بالإضافة لإعداد نداوت وحوارات تلفزيونية تتحدث عن البيئة وأهمية الحفاظ عليها شارك فيها عدد من المدراء المركزيين في الوزارة المعنيين بالبيئة ومدراء البيئة بالمحافظات.