جملة من الأنشطة تحقق تنمية مستدامة للموارد الطبيعية وإدارة متكاملة لها في بلدات المليحة وزيدين ودير العصافير ومرج السلطان قدمها المشاركون في ورشة عمل حول مشروع تعزيز قدرة المجتمعات المحلية في الغوطة الشرقية لمواجهة تغيرات المناخ والذي أطلق نهاية شهر تشرين الأول الماضي بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين. المشاركون في الورشة التي عقدت في مبنى وزارة الإدارة المحلية والبيئة اليوم لفتوا إلى أن أغلب الدراسات المتعلقة بمكونات المشروع أنجزت وتم تحديد الفترات الزمنية للمباشرة في كل مكون والمناطق التي يستهدفها وخطة العمل المعتمدة وما سيقوم به المجتمع المحلي من أنشطة خلال فترة تنفيذ المشروع والبالغة ثلاث سنوات ونصف السنة. وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف بين في كلمة له خلال الورشة أن المشروع سيأخذ بعين الاعتبار المقترحات القابلة للتنفيذ مضيفا “المشروع ليس بديلا عن المشاريع التي تنفذها بقية الوزارات في الغوطة فهناك أعمال تشاركية تتكامل فيما بعضها للخروج بعمل يساهم في الارتقاء بتلك المنطقة وتحقيق تنمية مستدامة للموارد الطبيعية في البلدات التي يستهدفها وإدارتها بشكل علمي عبر دعم المزارعين وتأمين متطلبات الري وإزالة التلوث عن المياه السطحية والجوفية”. مخلوف أشار إلى أن المشروع سيحقق نقلة نوعية للغوطة الشرقية ويتضمن نشاطات عدة أهمها تعزيل أقنية الري ومعالجتها وتركيب شبكة ري حديثة واستثمار آبار المياه الجوفية وتركيب منظومات طاقة شمسية عليها وبرامج لدعم المرأة الريفية والثروة الحيوانية وغيرها من الأنشطة تحقق الاستفادة من المنتجات الزراعية بشكل ممنهج وعلمي. من جانبه بين رئيس دائرة الغلاف الجوي في السلامة البيئية بالوزارة المهندس إبراهيم علان أن المشروع يسعى إلى إعداد استراتيجية وطنية للمنطقة وتأسيس أنظمة امدادات للسكان وإدخال تقنيات واعتماد ممارسات زراعية كفوءة لتعزيز سبل العيش المستدام وتحقيق أقصى قدرة لأكثر الفئات هشاشة. وأشارت عبير زينو من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “يو ان دي بي” إلى أن المشروع حدد المناطق الأكثر تضررا في البلدات المستهدفة وما سينفذ وصولا إلى أنظمة امدادات للمياه المقاومة لتغير المناخ وتقليل من هدر المياه من خلال تركيب محطة معالجة لرفع التلوث وتمديد أنابيب ذات جودة عالية. ووفق محمد عامر زيدان من منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” سيقوم المشروع بدعم قدرات المجتمع المحلي من خلال تأسيس أنظمة ري فعالة ومستدامة وإعادة تأهيل مشتل خرابو وتجهيزه بالمعدات وإعادة تشغيله بالطاقة الشمسية وإنتاج مختلف أنواع الغراس المقاومة للجفاف ذات الإنتاجية العالية وتوزيعها مجانا على المزارعين وإعادة تجهيز ست آبار وتأهيل تسوية التربة بالليزر لرفع كفاءة استخدام المياه وادخل الزراعات البينية.وأوضحت تمارا طومزوق من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل” أن هذا المشروع هو الأول الذي يتم تمويله من قبل صندوق التكيف في سورية التابع للبرنامج وسيحدث تغيرات في حياة نحو 80 ألف شخص وسيقدم “أنشطة أكثر استدامة” في مجال المياه والصرف الصحي والأراضي والثروة الحيوانية. يشار إلى أن المشروع ينفذ بالتعاون مع برنامجي الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل” والإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة ويشارك فيه كل من وزارتي الزراعة والإصلاح الزراعي والموارد المائية وهيئة التخطيط والتعاون الدولي والأمانة السورية للتنمية