رغم كل محاولات الإرهاب لتدمير كل البنى الاقتصادية والإنتاجية في البلاد، إلا أن إرادة الحياة تأبى دائماً إلا أن تطل برأسها معلنة أن سورية بلد حضاري متجدد لا تثنيه أعتى الرياح ولا تقف في وجهه المصاعب والعقبات رغم ضراوتها وشدة حقدها على هذا البلد الآمن الصامد المعطاء.. وفي مثال حي على ذلك نجد أن المنطقتين الصناعيتين في مدينة يبرود اللتين تعرضتا لتدمير كبير بفعل إجرام عصابات التكفير والإرهاب الحاقد، إلا أنهما نهضتا من جديد رغم الإمكانيات المحدودة بعزيمة وتصميم من قبل أصحاب المنشآت لإعادة عجلة الإنتاج إلى الدوران ولتدفق الدماء في عروق هذا البلد الصامد ،المهندس سامر شحادة رئيس مجلس مدينة يبرود قال إن المنطقتين الصناعيتين في يبرود وريما وبإرادة وتصميم من الفعاليات الصناعية فيهما من منشآت صغيرة ومتوسطة وبدعم كامل من محافظة ريف دمشق بدأتا بالعودة للحياة حيث تمت إعادة تأهيل البنية التحتية للمنطقتين الصناعيتين وإصلاح مراكز التحويل الكهربائية ووضعها بالخدمة وتركيب ثلاثة مراكز تحويل في المناطق التي تم تخريبها بالكامل من قبل العصابات الإرهابية في منطقة ريما الصناعية. كما تم وبالتعاون مع وحدة مياه يبرود تجهيز الآبار التي تقع في محيط ريما الصناعية ووضعها في الخدمة ومعالجة الصرف الصحي في ريما الصناعية بوصله بالصرف الصحي لمدينة النبك تحسباً من انتشار الإصابات بالجراثيم والأوبئة، إلى جانب إصلاح الخطوط الهاتفية الأرضية والهوائية ووضعها في الخدمة وأشار رئيس مجلس المدينة إلى أنه تمت إعادة تجهيز البنية التحتية للمنطقتين الصناعيتين بالتعاون مع لجنة اتحاد المصدرين السوري، حيث تم ترحيل الأتربة والأنقاض وإعادة تأهيل الأرصفة والمنصفات والحدائق، ومعالجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بعد جعل التغذية مستمرة. وبالتوازي مع ذلك لفت شحادة إلى أنه تم تأمين طلبات الصناعيين بشكل شهري من مادتي المازوت والفيول لزوم تشغيل المولدات الكهربائية في فترات انقطاع التيار، وجرى العمل على المساعدة في تسهيل دخول عمال المنشآت المسجلة لدى غرفة الصناعة وكذلك الشاحنات المحملة بمستلزمات الإنتاج وخروج البضائع والمنتجات المصنعة من المنطقتين.وبيّن شحادة أنه يوجد حالياً في المنطقتين أكثر من 100 منشأة تعمل في إنتاج أكياس النايلون وصحون الكرتون والمناخل والشبك المعدني، والمساحات الأرضية، وهناك منشآت تعمل في إعادة تدوير البلاستيك، إلى جانب إنتاج مدافئ المازوت ومدافئ الحطب وأنابيب بروفيل المعدنية وغيرها.. وحول الصعوبات والعقبات التي ما زالت عالقة وتؤرق الصناعيين والتي تحتاج إلى حلول سريعة لإعطاء العملية الإنتاجية في المنطقتين الصناعيتين في يبرود دفعاً كبيراً، أشار رئيس مجلس المدينة إلى صعوبة الحصول على الترخيص الصناعي بسبب الإشكالات المتعلقة بالترخيص الإداري، كما أن إغلاق المعابر الحدودية بين سورية والدول المجاورة أدى إلى تعثر الصادرات وارتفاع تكلفة المستوردات نتيجة ارتفاع تكاليف النقل وعامل الزمن. وعليه رأى المهندس شحادة ضرورة دعم التجمعات الصناعية لجهة الكهرباء والمحروقات والإعفاءات الضريبية والتسهيلات الائتمانية والقروض المصرفية وغيرها، خاصة الصناعات ذات المزايا النسبية في الإنتاج والتصدير. والتأكيد على وضع تسعيرة نقل مناسبة داخلياً وخارجياً، بالنظر إلى أن تكاليف النقل تدخل في التكلفة النهائية للمنتج، كما يجب العمل على الترويج للمنتجات المحلية وتأمين احتياجات المنظمات والجمعيات الإنسانية والإغاثية منها بدلاً تأمينها من الأسواق الخارجية.