تحتل المدينة الصناعية بحسياء موقعاً متميزاً على خارطة الاقتصاد السوري والإقليمي كمشروع تنموي استراتيجي لدعم الاقتصاد الوطني ودفع عملية التنمية الشاملة إلى الأمام ،وتشغيل اليد العاملة بهدف خلق المناخ الملائم للاستثمار كحاضنة لاستقطاب كافة المشاريع بمختلف أنواعها الصناعية والسكنية والخدمية والتجارية والترفيهية وفي لقاء مع المهندس بسام المنصور مدير عام المدينة الصناعية في حسياء أشار إلى أن الإيرادات المحققة خلال العام 2017 بلغت ملياراً وسبعمئة وثمانين مليون ليرة سورية متجاوزة حجم الإيرادات المتوقعة بنسبة 100 مليون ليرة سورية، في حين بلغ حجم الإنفاق على مشاريع البنى التحتية 960 مليون ليرة سورية، والنفقات الجارية 695 مليون ليرة سورية، وشملت الخطة الاستثمارية للعام 2017 العديد من المشاريع الحيوية التي تصب في خدمة المستثمرين ولا سيما مشاريع البنى التحتية. وبين المنصور أن المقاسم المبيعة في المنطقة الغذائية هي 215 مقسماً، و386 في المنطقة الهندسية و192 في المنطقة الكيميائية و 58 مقسماً في المنطقة النسيجية و20 في المنطقة الإدارية، وتبلغ المنشآت المنتجة في المدينة الصناعية حالياً 220 منشأة، والمنشآت التي هي قيد الإنشاء 669 منشأة، وعدد العمالة حوالي 25 ألف عامل، وأن المدينة الصناعية لم تتعرض لأي أذى ولم تتوقف عن العمل طيلة فترة سنوات الأزمة وذلك بفضل جهود أبطال الجيش العربي السوري، مشيراً إلى أن الأزمة أضافت مشكلات جديدة وصعوبات إلى الصناعة السورية حيث أدت إلى خروج عدد من المنشآت الصناعية العامة والخاصة عن الإنتاج خلال السنوات الأولى من عمر الأزمة إضافة إلى نزوح عدد من الصناعيين والعمال الفنيين إلى الخارج، وتوقف العديد من المنشآت متناهية الصغر التي كانت تزود المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة ببعض الخدمات الإنتاجية إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب الحصار والمقاطعة وخسارة حصة مهمة من السوق المحلية لصالح الاستيراد. وأكد منصور أن المدينة الصناعية في حسياء استطاعت أن تلعب دوراً بارزاً في الحفاظ على استمرارية عمل المنشآت الصناعية أثناء الأزمة من خلال تذليل الصعوبات التي تعترض عمل المنشآت وتأمين متطلبات الصناعة ودعم الإنتاج المحلي من خلال العمل مع أصحاب المنشآت في تأمين حاجتهم من المواد الأولية من منتجات المنشآت القائمة في سورية تماشياً مع توجيهات الحكومة بضرورة دعم المنتج الوطني وتأمين عمالة أخرى مثل عمالة النساء للمنشآت، لذلك كان للمدينة الصناعية دور بارز بمساعدة أصحاب المنشآت المتعثرة والمتضررة من الأزمة وإعادة إقلاعها بالعمل من خلال تأمين حوامل الطاقة والمياه اللازمة للصناعة والعمالة للمنشآت الصناعية والمواد الأولية اللازمة للصناعة حيث قام الصناعيون بتأمين المواد الأولية اللازمة لصناعاتهم من الدول الصديقة، وهذا كان من شأنه خلق حالة من التعافي في الصناعة التي بدأت تشهد تطوراً تدريجياً منذ العام 2013 من خلال عودة المنشآت للعمل بالحد الكبير من طاقتها الإنتاجية، مع دخول منشأت جديدة إلى سوق العمل وليبلغ حجم الاستثمار في المدينة الصناعية بحسياء مع نهاية العام 2017 (120) مليار ليرة سورية وفقاً للأسعار القديمة أي ما يعادل حالياً (700) مليار ليرة تقريباً وفقاً للأسعار الرائجة، وبواقع 889 مستثمراً. |